اذا كانت المصلحة الجسدية تتطلب الاهتمام بها واتباع منهج علمي صحي فمن الواجب على كل شاب و فتاة بلغا سن الزواج أن يخضعا لما يسمى جلسات إرشاد ما قبل الزواج حيث يوجد وحدات عمل مهنية بالجامعة ، وهناك بعض الأشخاص يعملون كمرشدين اجتماعيين ونفسيين، أوعلى الأقل أن يراجع هؤلاء عيادات تنظيم الأسرة، الدكتورة لميس حمدي الاختصاصية بتربية الطفل جامعة تشرين بينت في حديث معها أن تربية الأبناء كحالة تبدأ منذ المرحلة الجنينية، لذلك عندما تقبل الفتاة أو يكون لديها رغبة التشارك مع الآخر وإنجاب الأطفال ، عليها زيارة هذه العيادات كي يتعرف كلاهما ولاسيما الفتاة على النقاط الاساسية المتعلقة بجوانب مختلفة من مراحل تكوين الأسرة.
الغذاء السليم
فعندما تعتني الأم بغذائها على سبيل المثال وبالعادات الصحية السليمة فهي تساهم في بناء شخصية الجنين الموجود في رحمها، وأضافت أن هناك دراسات علمية تسمى سيكولوجية الأجنة تقول إن هناك سائلاً قد ينقل الأصوات أو كل ما يدور خارج بيئة رحم الأم بحيث يستشعر الجنين من خلال هذا السائل الرحمي الذي ينقل الذبذبات إلى الطفل الجنين .
وأكدت الدكتورة حمدي أهمية البيئة المكانية التي تعيش فيها الأم أن تكون سليمة وصحيحة ما ينعكس بدوره على البيئة الأسرية والعلاقة مع الشريك نمواً طبيعياً للجنين، لافتة أن الولادة الطبيعية تعزز حالة تربية الطفل على أسس سليمة لأن الشعور بآلام المخاض يعزز روح الأمومة وعدم التفريط بالطفل، الذي تألمت من أجل أن يأتي إلى الحياة، مشيرة في السياق ذاته إلى أهمية الرضاعة الطبيعية وفائدتها بالنسبة للطفل ولجسد المرأة فسيكولوجية الرضاعة بالنسبة للطفل تقول: إنه عندما يأتي الطفل بالولادة الطبيعية وتكون الأم صاحية لحظة وضع مولودها الذي برح بيئة رحمها إلى بيئة جديدة، فالصرخة الأولى هي صرخة خوف حين دخول الهواء، وحين يشعر الطفل في تلك اللحظة بحضن أمه الدافئ فهو يستذكر الحالة الرحمية وهو يشعر بالراحة وان كان لا يملك حاسة الشم، لكن الذاكرة كانت تسجل كل هذه الأشياء والجنين في رحم أمه.
لذلك يؤكد العلم والدراسات البحثية مراراً وتكراراً على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل باعتبارها واحدة من أهم الأسس التربوية الصحيحة بالنسبة للمرأة في بناء شخصية طفلها، هذه في مرحلة الطفولة، أما في المراحل الأخرى اللاحقة تشير الدكتورة حمدي إلى أهمية الاعتناء بالجانب التربوي، من حيث إطعام الطفل بحنان ولين، وإعطائه العطف الكافي، والغذاء المتنوع بما يناسب كل مرحلة من طفولته، مع تخصيص أو تكريس بعض الوقت نصف ساعة على الأقل أو ساعة لقضائها مع الصغير، فعندما يتناول الطفل وجبة غذائه وهو مطمئن للآخر للراشد الحاضر سواء كان أمه أم أي كان هذا الحاضن، فهو يطمئن لمن لبى أولى الحاجات الفيزيولوجية له، ولاسيما أن هذا الطفل لا يستطيع إشباع هذه الرغبة بمفرده في هذه المرحلة العمرية، فإذا تم اشباعها حسب رأي الاختصاصية حمدي بطريقة صحيحة يطمئن الطفل الى هذا الراشد الآن وفي المستقبل كونه أشبعها بطريقة صحيحة وبالتالي لم تتأتَ بعوارض سلبية يستذكرها فيما بعد .
أيضا في مرحلة الحضانة والروضة على الأم أن تعرف خصائص كل مرحلة من هذه المراحل، أن تطلع على الكتب التربوية وضرورة سؤال المختصين بهذا المجال أو البحث عنها على سبيل الفائدة عبر الكتب والوسائل المتاحة من مواقع الكترونية التي تهتم بكل ما يتعلق بالطفل من غذاء وتربية وسيكولوجية، حيث بامكان المرأة الأم أن تبحث عن هذه المفردات، لإغناء الفكر التربوي بالنسبة لها عوضاً عن قضاء أوقات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي دون فائدة، بمعنى يجب أن تعطى الأم جانباً مهماً من الفائدة فيما يخص تربية أبنائها بعيداً عن هدر الوقت، وأن تكون على درجة عالية من الوعي في الاستقصاء والبحث عن كل جانب من جوانب التربية لبناء الشخصية.
دائراة المجتمع
التاريخ: الاثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939