مدارس عديدة خرجت عن الخدمة خلال سنوات الحرب في مناطق ومدن كثيرة على امتداد الجغرافيا الوطنية ومع عودة الأمان والاستقرار إلى معظم هذه المناطق سارعت الدولة إلى صيانتها وترميمها، وكانت ضمن الألويات التي وضعتها في برامجها وخططها واهتماماتها اليومية ولاسيما أن الكثير من المدارس عانت من الازدحام وكثافة عدد الطلاب نتيجة هذا الوضع الذي فرض واقعاً جديداً.
ومع تحسن الأوضاع وعودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم كان لابد من أن تعطى لترميم المدارس وإعادة مسيرتها التعليمية كل الرعاية والمتابعة، وهذا ما حرصت عليه فعلياً وزارة التربية، حيث جعلت هذه الحالة أولوية وعملت على استقطاب كافة الطلاب في المدارس وتواصلت بفاعلية مع الجهات المعنية الأخرى لمتابعة عمليات ترميم المدارس المتضررة وتأهليلها ما أدى إلى التحاق أكثر من 250 ألف طالب بمدارسهم مع بداية العام الدراسي الحالي وهذه بدوره يتطلب مواصلة العمل والمتابعة والمثابرة في عملية ترميم المدارس لتستوعب أعداداً أخرى متزايدة وبأسرع وقت ممكن واستغلال فرصة عطلة الصيف.
في ظل هذا الواقع تقوم وزارة التربية باستكمال الآليات والإجراءات الحكومية لصيانة وتأهيل المدارس من خلال خطتها الاستثمارية، إضافة إلى إقرار الخطة الإسعافية، وهناك إجراءات تنفيذية تقوم بها عبر قيامها بمسح شامل كل ثلاثة أشهر لأوضاع المدارس التي تضررت في المحافظات كافة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأولويات لعودة المواطنين إلى مناطقهم وخاصة أن هناك دعماً حكومياً بتوفير الاعتمادات اللازمة لذلك.
إن إصرار الجهات المعنية كافة وعلى أعلى المستويات على إعادة ترميم المدارس ووضعها في سلم الأولويات يؤكد على رعاية خاصة واهتمام نوعي كبير بالحالة التعليمية، كما أن عودة آلاف الطلاب إلى مدارسهم وقراهم والتحاقهم بركب العملية التعليمية دليل آخر على تعافي وتحسن الأوضاع وعلى قوة الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى، فهي تسرع الخطى وتضاعف الجهود في عمليات تأهيل المدارس ومصممة على أن يصل الاستيعاب إلى نحو نصف مليون طالب في العام القادم.
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940