هي أميركا بغطرستها وعدوانيتها في عهد ترامب ذاتها، أميركا بعهد بوش الأب والابن وكلينتون وريغان وأوباما، هي ذاتها بجمهورييها وديمقراطييها، بحمائمها المزعومين وبرؤوسها الحامية الذين يملؤون مساحات السي آي إيه والبنتاغون والبيت الأبيض وأروقة البيوت السوداء التي يسكنها أتباع الحكومة الصهيونية العميقة.
الفارق الوحيد بين كل هؤلاء أن بعضهم يتغطرس ويعتدي ويعبر عن وحشيته وعدوانيته بأسلوب دبلوماسي ومن خلال السياسات (الناعمة) وعباءاتها الموشاة بأثواب الإنسانية والديمقراطية والقادمة إلينا تحت جنح السلام والاستقرار، وبعضهم الآخر يعبرعنها بكل وقاحة وعنصرية كما فعلها القرصان ترامب وأهدى العنصري نتنياهو سيادة كيانه المزعومة على الجولان السوري المحتل وكأنه قطعة من أرض مزرعته في واشنطن.
والقاسم المشترك الوحيد بين ترامب وجميع هؤلاء أنهم معادون لقضايا الشعوب وأنهم يقفون مع ما تمليه عليهم الصهيونية وأذرعها في واشنطن كالأيباك وغيرها، وأن هدفهم الوحيد كسب رضا اللوبي الصهيوني وخطب وده والنزول عند رغباته العدوانية والعنصرية.
لكن ما لم يدركه هؤلاء جميعاً، وفي مقدمتهم ترامب المتغطرس، أن عربدتهم لن تمر، ولن يسمح السوريون لأي أحد أن يعتدي على سيادتهم ويقتطع قطعة من أرضهم مهما كلفهم من ثمن، ولن تستطيع واشنطن في نهاية المطاف فرض استراتيجيتها في سورية التي خسرت أوراقها بعد دحر إرهابييها وفشل أدواتها في تمرير مخططاتها.
بالأمس ادعى ترامب أنه قضى على داعش المتطرف مئة بالمئة، في حين يعلم العالم كله أنه كان يكذب ويوظف هذا التنظيم الإرهابي ومعه قسد وأخواته ويستثمرها جميعاً لتحقيق أجنداته المشبوهة، واليوم يدعي أنه يملك الحق لاقتطاع أراض ليست له ويمنح السيادة للكيان العنصري عليها، دون أن يعي أن هذه السيادة المزعومة على الجولان المحتل غير شرعية وغير قانونية وتخالف كل قرارات الأمم المتحدة.
وتبقى الحقيقة الوحيدة الساطعة أن السوريين قيادة وجيشاً وشعباً لن يسمحوا لترامب أو غيره أن يفتت وحدة أرضهم، وسيطوون قراره المشؤوم وستذروه رياح صمودهم في مهب الريح، وكما قضى جيشهم الباسل على الإرهاب المتطرف وتنظيماته المجرمة سيصونون أرضهم وسيسترجعون جولانهم مهما كلفهم من ثمن، وسيذهب الاحتلال الصهيوني إلى غير رجعة، ورسالتهم لقرصان أميركا هي أن سفينة الجولان سترسو بإرادتهم وحدهم.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942
التالي