من لا ينتمي إلى أرض ووطن وجذور موغلة وضاربة في عمق العمل، ليس له أن يقرر ماذا تعني الأرض وكيف تدار، ومن يحميها ويفتديها، العابرون من كل زمان ومكان، والعاملون على جمع الثروات بغض النظر عن مصدرها، ليسوا -مهما بنوا من مدن وناطحات سحاب- بقادرين على أن يتجذروا وأن يكونوا فاعلين في مشهد الفعل الحضاري الخصب، يقدمون تقنيات وتطوراً صناعياً لكنه تطورالاستلاب.
اليوم.. عيد الأرض.. يوم الأرض.. سمِّه ما تريد فكل اسم له معنى ومدلول، وخصب أرضنا ليس غلالاً ومواسم فقط، هي رجال وتاريخ ومواقف وحياة قدمت عبر التاريخ كل غال ونفيس، في هذه الجغرافيا الكبيرة قولاً وفعلاً المسماة سورية لا يمكن للمرء أن يثق إلا بالنصر، والنصر وحده الذي ينبع من جذور المقاومة. حين دخل غورور محتلاً بجيش فتاك، ظن أنه باق هنا، لكن ما النتيجة؟
وقس غيره كثير، هل نذكر بما في مواكب النضال؟ يقين السوريين أن المحن التي يعبرونها زائلة ومهما طال الزمن فالتضحيات سوف تؤتي نتائجها، الجولان قلب سوري نابض، وكل شبر من أرضنا هو كذلك، لن يبقى محتل مهما تجبر، الإرهاب إلى اندحار، وصفقات الذل التي يخططون لها لن تمر أيضاً، بل تكسرت وتشظت، وما بقي تفاصيل، الدرب طويل، طويل، لكنه مفض إلى نصر مؤكد، الجولان عائد وسيكون يوم الأرض عرس النصر الدائم لكل عربي حرٍّ يعرف أن العدو هو الكيان الصهيوني.
البقعة الساخنة
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 31-3-2019
رقم العدد : 16944