من الواضح أن المشهد الانتخابي التركي، الذي لم يأت كما تشتهي سفن العثماني أردوغان، قد دفع الأخير إلى إتباع سياسات بهلوانية قوامها عرض عضلاته أمام الناخبين لاستمالتهم، عازفاً على أوتار عدة منها حرصه المزعوم على حسم الأمور في الجزيرة السورية كما تشتهي أطماعه.
فبدأ باستعادة معزوفة النشاز ذاتها المتمثلة بتخطيطه لعدوان عسكري واسع في منطقة الجزيرة، بحجج واهية ملخصها القضاء على خطر الأكراد المناهضين لسياسات بلاده، وتحت ذريعة انسداد آفاق التفاهم مع إدارة ترامب الداعمة لمرتزقة قسد، مع أن العالم كله يدرك حجم التنسيق الأميركي التركي على الصعد كافة وإن تم الترويج للخلافات المزعومة بينهما.
وكي تتماهى حلقات منظومة العدوان مع هذه الحركات البهلوانية التركية فإنها غرقت في بحر الأوهام ذاتها التي دأب عليها أردوغان، بدءاً من الكيان الإسرائيلي وانتهاء بالولايات المتحدة، اللذين حاولا المضي بعدوانهما السافر على السيادة السورية على الجولان المحتل بخطوات أخرى أكثر عدوانية.
فلم يكتف البيت الأبيض ومن خلفه نتنياهو بخطوة قرار ترامب الفارغ بل واصلا عدوانهما على السيادة السورية عبر الحديث عن بناء آلاف المستوطنات وتوطين ربع مليون مستوطن صهيوني في الجولان السوري المحتل وكأنه أصبح أرضاً إسرائيلية منحها المعتوه ترامب لهؤلاء من أملاكه الخاصة.
لكن ما لا يدركه ترامب وأردوغان ونتنياهو وبقية الأدوات والمرتزقة أن السوريين قالوا كلمتهم الفصل بأنهم سيحررون أرضهم من الجولان إلى لواء اسكندرون ولن تقف أمام إرادتهم أقوى قوة متغطرسة في العالم لأن الحق منتصر مهما كان حجم المؤامرات والعدوان.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947