عكاز الأمل

 

 

مذ كانت الوديان والغابات جزءاً من ملاعب الطفولة حين ننسرب وراء الأهل إذ يتجهون إليها لإحضار الحطب.. مذ ذاك كانت عيدان السنديان والبلوط المستقيمة تستهويني كعصا هي جزء من عوالم الطفولة فمن غير المقبول أن تكون في مجموعة اللعب وليس معك عصا… كثيرون اتخذوها من المران وزخرفوها بطريقة فنية حتى تبدو كأنها فعلاً تحفة.
وآخرون كانت أعواد الرمان هي العصا وصاحب الحظ من يجد شجرة فتية زاهية يقتلعها من الجذر ويعمل على أن تكون نهايتها معكوفة لتبدو وكأنها عكاز حقيقي.. ثمة طريقة أخرى إذ يترك الجذر الثقيل وكأنه بيضة استعداداً لعراك ربما يحدث بين الفتية.
وحين نتوغل بالغابة كان أبي يختار أقوى العيدان لتكون ركائز الشجر وينتقي أجملها ليكون عصا بيده تسنده في الدروب الوعرة التي حفرتها خطوات العمل… وتمضي الأيام وترث أمي هذه العصي وترفض أن يحل الخيزران مكانها فهذه كما تقول أكثر حناناً وثباتاً لأنها بنت أرضنا وغاباتنا وتردف قائلة: عكاز البشر أفضل من الشجر
نعم صدقت فلسفة أمي… عكاز البشر سندك فمن لا يسنده بشر لا يحمله ولا يظله شجر… وها أنا يا أماه أعيش التجربة عكازان من بشر وشجر.
أن يكون لك أصدقاء وزملاء هم السند الذي لا ينكسر ولا ينحني يهبون معك من مكاتبهم إلى حيث تريد مندفعين كأنك الأخ الوحيد لهم… أليس هذا العطاء والعكاز الأنبل.. بلهفة الصدق منتصف الليل يتابعون وضعك في المشفى من رأس هرم التحرير إلى الزملاء الذين يحضرون بسرعة إلى حيث أنت… دفء نعيشه حيث عملنا منذ أقل من عقد من الزمن ترسخ ونما وتجذر عميقاً بالمكان..
فالكل جسد واحد حين يستدعي الأمر.. ليس كلاماً من فراغ ولا هو تهريف إنما هي حصيلة التجربة الشخصية التي أمرُّ بها.. أشعر أن عكاز الأمل… عفواً جذر الأمل أعطاني مزيداً من القوة والثبات أن في هذا المكان نفحات إنسانية كنا ننتظرها قبل عقد من الزمن لكنها جاءت وصبغت المكان ببساطة حين يكون زملاؤك مديريك… وكل من بالعمل حين يكونون من النبل هكذا فأنت تعرف كيف تقاوم المرض كيف تثق أن الدنيا بلا هؤلاء كون مظلم.

 

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية