الجولان.. حلقة في صفقة القرن

 

لم تكن هدية الجولان الأرض السورية إلا واحدة من أساليب الدعم لهذا للكيان الغاصب، الذي وجد نفسه بعد انتصار سورية الذي تحقق باعتراف العالم أجمع، الذي يهرول الآن إلى سورية القوية الغنية لينال حصة ما في إعادة الإعمار بأي شكل من الأشكال .
إن القرار الذي وقعّه ترامب بمنح الجولان السورية إلى الكيان العبري أمام الملايين لا يساوي الحبر الذي كتب به، ولا يعني سوى إدارة ترامب وليس كل الشعب الأميركي الذي أصبح مأزوماً اقتصادياً بسبب سياسة الرئيس الرعناء رغم مليارات العربان المنهالة على أميركا، وقد أثار سخرية المجتمع الدولي الذي رفضه بالإجماع في مجلس الأمن. ولقد كان منطقياً في ظل هذه الهزيمة أن تسلم قوى العدوان وهذا ما حدث، فانكفأت لتبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها ولم يكن أمامها سوى محاولات يائسة لمنع سورية من العودة إلى وضعها الطبيعي بعد استكمال التحرير والقضاء على الجيوب الإرهابية في البادية السورية وفي الشمال وإدلب بالتزامن مع عودة النازحين إلى بلادهم ضمن الآلية التي تضعها القيادة السورية وهي أولى برعاية أبنائها حتى العاقين منهم بعد ترتيب أوضاعهم القانونية وانطلاق عملية إعادة الإعمار كما تريدها سورية، ما يعني أنه لن يكون لدول محور العدوان أي دور في مرحلة ما بعد الانتصار.
هذا القرار لا يتوقف عند منح الجولان للصهاينة، بل هو حلقة في صفقة القرن التي تشمل سيناء والأردن لتوطين الفلسطينيين في الخارج بإلغاء حق العودة، وتهجير من بقي منهم إلى مناطق يتم تهيئتها لهم بمساعدة أنظمة الذل والخذلان العربية التي باعت فلسطين للصهاينة كرهاً أو اختياراً، ولهذا فإن من المنطقي مقاربة هدية الرئيس الأميركي المهرج في إطار صفقة القرن مع وعد بلفورالمشؤوم الذي انتهى بإقامة الكيان الغاصب. ومن هنا فقط تأتي أهمية هذا القرار كمؤشر للبدء بتفيذ الصفقة وغير ذلك لا معنى له على المستوى الدولي، لكنه في الوقت عينه ينبه الأميركيين إلى أن نفوذ اللوبي الصهيوني تنامى لدرجة أن ترامب وضع كل أميركا تحت إمرة (اسرائيل) وهذا ما ستتم محاسبة الرئيس الأميركي عليه.
إن الأمر أصبح بين أيدي الشعوب التي اختارت الميادين والمقاومة ليس فقط لمواجهة العدوان الاسرائيلي بل لنقل تلك المواجهة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم بعد توحيد الجبهات في جنوب لبنان وجنوب سورية وسيناء والأردن.
لم تعد أميركا وإسرائيل ومن لفَّ لفهما قدراً علينا التسليم والاستلام له، فالتاريخ الحديث يقدم أكثر من مثل على ذلك فأميركا رغم كل جبروتها تختزن في ذاتها من بذور الوهن ما يجعلها هزيمتها ممكنة، كما حدث في فيتنام وفي أفغانستان وفي العراق، وأخيراً في سورية وسقط مشروعها، وما خطوة ضم الجولان إلا محاولة تعويض أو نوع من الإلهاء. ما يعني قطعاً أن المواجهة ممكنة والانتصار فيها مرجح.
وميدانياً يتخذ من الانتصار السوري قاعدة انطلاق للمقاومة المدنية التي يمارسها السوريون من أهل الجولان باقتدار واضح، ويتوسع ليشمل التحضير والاستعداد للمواجهة الميدانية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما تهيأ البيئة المناسبة له وهي مواجهة لن تقتصرعلى سورية وحدها بل ستشمل مكونات محور المقاومة.
وإن غداً لناظره قريب…

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 9-4-2019
الرقم: 16952

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية