فنزويلا تنسحب من منظمة الدول الأميركية.. واشنطن تستغل مجلس الأمن لاستكمال مخططها العدواني.. وموسكو ترفض
استكمالاً لخطواتها العدوانية ضد الشعب الفنزويلي، عمدت واشنطن لاستغلال مجلس الأمن الدولي لتنفيذ مخططها الرامي إلى الاستيلاء على السلطة الشرعية في فنزويلا لمصلحة أدواتها من المعارضة اليمينية المتطرفة، الأمر الذي رفضته موسكو، معتبرة أن الجلسة التي عقدها المجلس بطلب من الولايات المتحدة حدث جديد من الهجوم المباشر الموجه ضد كاراكاس والفنزويليين العاديين، هذا في وقت انسحبت فيه فنزويلا من منظمة الدول الأميركية.
وفي التفاصيل: أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية أنها قررت الانسحاب من منظمة الدول الأميركية بعد أن اعترف المجلس الدائم للمنظمة بزعيم المعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن خوان غوايدو رئيسا للبلاد.
وأعربت الخارجية الفنزويلية في بيان لها عن أسفها لقرار المنظمة معتبرة أنه يمثل ابتزازا وضغطا على الدول الأعضاء من أجل الاستجابة لرغبة واشنطن، موضحة أنها ستنسحب من منظمة الدول الأميركية اعتبارا من الـ 27 من نيسان الحالي إذ انها لا تستطيع أن تبقى عضوا في منظمة تخدم المصالح الإمبريالية للإدارة الأميركية.
في الأثناء اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا جلسة مجلس الأمن، حول الوضع الإنساني في فنزويلا، جزءا من الهجوم على هذا البلد من قبل واشنطن.
وفي كلمته أمس أثناء الجلسة التي عقدها المجلس بطلب من الولايات المتحدة، وصفه الدبلوماسي الروسي بـ»الحدث الجديد من الهجوم المباشر الموجه ضد كاراكاس والفنزويليين العاديين». وتابع المندوب الروسي الذي تحدث بعد كلمة نائب الرئيس الأمريكي مايكل بينس، أن الوضع في فنزويلا لا يهدد السلام والأمن في العالم، في المقابل هناك أطراف فاعلة خارجية تهدد السلام والأمن في فنزويلا نفسها بشكل مباشر.
وأشار نيبينزيا إلى أن العقوبات المفروضة على كاراكاس من قبل واشنطن وحلفائها هي التي تعوق حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها فنزويلا.
وقال المندوب الروسي إن بلاده ترفض التدخل الأمريكي في الشؤون الفنزويلية رفضا قاطعا، واستطرد بالقول: ندعو الولايات المتحدة إلى أن تعترف أخيرا بحق الشعب الفنزويلي والشعوب الأخرى في تقرير مصيرها.
وكان مايك بينس وفي سياق تصعيد العداء ضد الشعب الفنزويلي قد قال خلال الجلسة إن الولايات المتحدة أعدت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يعترف بزعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا.
وقال بينس: حان الوقت لتعترف الأمم المتحدة بالرئيس الانتقالي خوان غوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا ولتمنح مقعدا في هذا الهيكل لمن يمثله، بينما يجب سحب صلاحيات مندوب فنزويلا الحالي. وانتقد بينس الأمم المتحدة ومجلس الأمن لما اعتبره عدم اتخاذ إجراءات ضرورية لدعم الشعب الفنزويلي، داعيا المنظمة الدولية إلى القيام بذلك.
وتجسيدا للبلطجة الأميركية حاول بينس، أن «يطرد» مندوب فنزويلا الدائم لدى الأمم المتحدة، سامويل مونكادي من الجلسة المخصصة لمناقشة الأزمة الفنزويلية.
وتوجه بينس بينس إلى مونكادي الذي كان يتقصد تجاهل تصريحات نائب الرئيس الأميركي عابثا في هاتفه المحمول، وقال للدبلوماسي الفنزويلي: «رغم كل الاحترام، السيد السفير، يجب ألا تتواجد أنت هنا، عليك أن تعود إلى فنزويلا لتقول لنيكولاس مادورو إن وقته انقضى وعليه الرحيل».
وعندما كان بينس يلفظ هذه الكلمات، رد عليه المندوب الفنزويلي بتصريحات بدت حاسمة وساخرة لكن لم يتم تسجيلها لأن مكبر صوت مونكادي كان غير مفعل في هذه اللحظة.
وبعد نائب الرئيس الأمريكي تحدث خلال الجلسة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي انتقد بشدة تصريح بينس.
وقال نيبينزيا: لن أعلق على نبرة هذا التصريح، لكن أود القول إن المندوب الفنزويلي الدائم الذي يحضر حاليا هذه القاعة تم تعيينه ممثلا شرعيا لبلاده وصلاحياته مؤكدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 11-4-2019
رقم العدد : 16954