نحن شعب الصبر والتضحيات بامتياز..ما نكاد نخرج من محنة حتى تنزل على رؤوسنا محن أخرى..فهل كان يعلم أجدادنا أنهم حين طردوا المستعمر الفرنسي من أرضنا في 17 نيسان وسطروا أجمل معاني الحرية والكرامة أننا سوف نتعرض لأقذر حرب مسعورة, وأن حربهم كانت أقل شراسة من حربنا ومعاناتنا أشد قسوة وأكثر إيلاماً من معاناتهم.
وهل يعلمون أنهم حين ضحوا بدمائهم وأناروا مشاعل الحرية ليحيا أبناؤهم متنعمين بحياة كريمة..أن الحقد المتغطرس بنفوس أعداء هذا البلد.. سوف يعيد نفسه بحرب متكالبة مستشرسة ,وأنه ستسفح دماء شباب سورية لتروي أرضها..أرض الحضارات.
نحن شعب كبرنا بالصبر والتضحية والمعاناة قبل أن نكبر بالسنين.
قدرنا أن نكون هدفاً لكل إجرام وطمع وانحطاط الأخلاق في العالم.
وقرارنا أن نقاوم ونقدم زهرة أرواح شبابنا كرمى عين الأرض التي طبعوا على أرضها آثار خطواتهم الأولى لتعود وتضمهم بين ذراعيها جثامين معمّدين بطهر الشهادة.
كان قدرا وقرارا أن نقاوم ونتحمل..فتدفق الحياة السورية أقوى من حصارهم وسياستهم وأنبل من أهدافهم ودناءة غاياتهم.
هو المسار ذاته..لم تتغير قبل أو بعد 17 نيسان عيد جلاء الفرنسيين عن أرضنا وان تغيّر اتجاه البوصلة من عدو فرنسي واضح وصريح إلى عدو متسلح باسم العلم والتحضر والرقي.
وكما الماضي لم يخش الشعب السوري أسلحة وقصف طائرات الفرنسيين فإنه اليوم لن يتراجع عن التحدي ,حتى يعود الربيع السوري ليغطي الأرض وتعود الأعياد فرحة للسوريين.
ثناء أبودقن
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960
