يعد اللعب غريزة أساسية في الانسان منذ نعومة أظفاره فاتجاه الأطفال إلى اللعب يأتي في اطار إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لديه والمرتبطة بنموه ,حيث يساهم اللعب بتفتح الذهن وتتحدد ملامح الشخصية وتنمو القدرات العقلية والنفسية وكذلك الجسدية لدى الطفل، فالأطفال ينضجون باللعب ويزيد نموهم به.
إلا أننا نجد الكثير من الآباء والأمهات يمنعون أولادهم من هذه الفسحة داخل المنزل وخارجه معتبرين أن هذا الامر وهو لعب أطفالهم من شأنه أن ينزع عليهم راحتهم ويزيد من أعمال الترتيب لهم داخل المنزل، كذلك البعض يجد من الصعب جدا أن يصطحب أولاده إلى الحديقة أو الى أحد الملاعب الرياضية وذلك بسبب انشغالهم بأمور الحياة الصعبة وتكاليفها الباهظة والتي باتت فوق طاقتهم.
فالأهل دائما في تهاون واستهتار تجاه أبسط حقوق أبنائهم وهو اللعب وبالوقت نفسه نجدهم يطلبون منهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية وتحمل أعباء المنزل في حال غيابهم عنه لأمر ما.
لا يوجد وقت
غيثاء عيسى وهي موظفة تقول أين هو الوقت المناسب لآخذهم الى الحديقة أو أن ألعب معهم فدوامي ينتهي في الثالثة وأعود متعبة جدا من العمل وما تبقى من النهار أحضر طعام الغداء وبعدها أتابع دروسهم ثم اعد لهم العشاء هذا ناهيك عن الترتيب والتنظيف وبذلك أكون أنا والنهار قد انتهينا معا.
أم عصام وهي معلمة مدرسة تقول: أنا أحاول يوم العطلة أن آخذهم الى الحديقة وآخذ لهم الكرة يلعبون بها ويفرغون بعض طاقاتهم، فالمنزل صغير وممنوع فيه اللعب لأنه لا يتسع للعب الكرة والطفل بحاجة الى أصدقاء مثله يشاركونه اللعب وأجده يسعد كثيرا باللعب مع أصدقائه في الحديقة لذلك أحاول باستمرار أن اخذهم في كل عطلة لأنه الوقت الأنسب لدي.
الباحثة الاجتماعية عبير التكريتي تقول:إن اللعب في حياة الطفل ليس ترفيها فقط بل هو حياة متكاملة لكسب كافة الخبرات والمهارات التي تبني حصيلته الفكرية والبدنية ,وهو أداة مهمة لتعبير الطفل عن مشاعره وأحاسيسه.
ونجد في حالات كثيرة أن بعض الأهالي الذين لا يمنعون أولادهم من اللعب أو أن بعضهم الذين يأخذون أولادهم الى أماكن اللعب كالملاهي والحدائق العامة مثلا يتركونهم يلعبون لوحدهم مع مراقبة لهم من بعيد الى أن ينتهوا من لعبهم حتى يعودوا الى المنزل والواجبات من جديد سواء المنزلية او الدراسية.
تضيف التكريتي أن الدراسات قد أثبتت أن لعب الآباء والأمهات مع أولادهم هو تواصل من نوع آخر تواصل فيه الكثير من اللعب والفرح والطمأنينة التي يشعر بها الطفل بالإضافة الى اكتساب الخبرات من أهله.
كذلك على الأهل أن يستغلوا وقت لعب أبنائهم ووقت مشاهدتهم لبرامج الأطفال في التلفاز فيتناقشون معهم حول هذه الأفكار المطروحة فيها وهذا بالتأكيد يساعد الأطفال على اكتساب التفكير النقدي وهو مهم جدا بالنسبة لهم فتتفتح مداركهم العقلية والفكرية حول ما يشاهدون وما يقدم لهم من برامج كرتون فيصبح الطفل يعرف أن هذا صحيح وذاك غير صحيح.
أيضا يستطيع الأهل أن يوجهوا تعليماتهم تجاه ابنهم أثناء لعبهم معه وهو بهذا الوقت سيستجيب لهذه التعليمات وسيعمل على تنفيذها و اتباعها لأنها اتته عن طريق اللعب.
وأخيرا تقول عبير إن حياة الأطفال جدا جميلة وممتعة وفيها من البراءة الكثير والتي يحتاجها الوالدان في زحمة العمل والانشغال بحاجيات الحياة ومن الأجمل والأفضل أن يعيشها الابوان معهم، فالأطفال هم عبارة عن سعادة تنمو بيننا ومتعة لا تنتهي ,علينا أن نرعاها بكل الحب والعناية والرأفة و نتشارك معهم بكل تفاصيل حياتهم الجميلة فهي بالتأكيد نتائجها ستنعكس علينا في المستقبل.
ميساء العجي
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964

التالي