حَلَبَ ترامب الوجبة الأولى من مخزون المال السعودي والإماراتي، ملأ خزائن أمريكا ووفى بوعده لشعبه، خاصة عهده مع اللوبي الصهيوني، الذي لا يمكن لرئيس أمريكي دخول البيت الأبيض إن لم يعفر قلبه بفحم حقد قلوبهم الأسود التلمودي.
هل جاء ترامب لعالم السياسة فجأة دون سابق إنذار، أم بعد حلم وردي كان يتنقل فيه بين غرف البيت الأبيض، هنا ليس للمنطق مكان، لا بد أن الرجل تتلمذ في مدرسة اللوبي، وخاصة أنه رجل أعمال محنك، المهم أن لا تسأله من أين لك المليون الأول؟
الوجبة الثانية من المال سيسحبها بذات السهولة، وهذه المرة ليس لأجل مشروعه الانتخابي لدورة ثانية فقط، بل ليقدمها هدية كبرى ترضي المتطرفين الصهاينة، يهود أمريكا، وشايلوك العصر نتنياهو، بعد هزيمة مشروع الشرق الأوسط الكبير.
شايلوك شكسبير كان مرابياً في المال، وشايلوك العصر (نتن ياهو) مرابياً في الأرض الفلسطينية والفلسطينيين، والجولان الغالي، ولحم أنطونو الأمس، صفقة القرن اليوم، وحياة السوريين.
الوهابي الجَدْ باع لبلفور فلسطين، والحفيد ابن سلمان يصادق على العقد، المُخَطِطُ الأول بريطاني، ومن يكمل المشروع اليوم أمريكي، المنفِّذ الأول في بيع فلسطين وهابي، ومن يصادق اليوم وهابي. متمموا الصفقة والمصفقون من الغرب حلفاء أمريكا. ومن الشرق السعودية ودول الخليج.
خطوات التنفيذ ترسم على يخت لابن سلمان، بحضور نسيب ترامب وحاكمي قطر والإمارات، وضيف الشرف مفاوض من الكيان المحتل، جاءت فصول المسرحية في حقيبة الأمريكي، حيث وزعت الأوامر على شكل أدوار.
الأردن لها دور رفضه الملك لأن فيه ثقلاً اقتصادياً لا قدرة عليه، وبسهولة يتحرك الشارع يطلب إطاحته والفكر الوهابي مسيطر، صمت الملك أمام حلول ترامب.
تعطي الأردن جزءاً من أرضها للكيان تستقبل فيه المهجرين قسرياً من الضفة الغربية، وتمول مشاريع لإنعاش الاقتصاد الأردني من المال السعودي، ومشاركة إماراتية وتفتح الحدود لتحريك الاقتصاد وتعطي العراق النفط للأردن بنصف الثمن.
أما الدور المصري جوبه برفض السيسي الصفقة، فتبعات دولة فلسطينية على أرضه (سيناء المصرية) فيها ثقل اقتصادي وسياسي لا احتمال له. ويأتي التهديد بسرعة البرق، قطع القمح والمساعدات الأمريكية، نشاط إخواني وعمليات إرهابية في سيناء
خيم الصمت وجف الحلق، وجاء الحل، (شبه دولة) فلسطينية تحت حكم كونفدرالي يتبع لمصر، تمويل بناء المرافق الحيوية فيها من السعودية والمساعدات العالمية، ربما مما جمع (لكنيسة نوتردام)، على أن تسمح بدخول الفلسطينيين المبعدين لأراضيها.
الدور السعودي أن تهب جزءاً من أراضيها للأردن، تعويضاً عن مساحة الأرض التي ستعطى للكيان الصهيوني، تمول مشاريع الأردن ومصر، تقديم الأموال لبناء مرافق ومصانع وخدمات ومعامل لتشغيل الأيدي العاملة في (الدولة المزعومة).
أما الدور القطري فينحصر بتمويل الصفقة، وفي حال الرفض تبدأ الاضطرابات والضغوط، فلا بد من الخضوع وتنفيذ المطلوب وإلا…
النداء للعرب جميعاً هل من دولة فلسطينية بعد هذا؟؟.. ما بين الجد والحفيد تضيع فلسطين.. أما الناتو العربي فجزء من الصفقة، والحجة مواجهة التمدد الإيراني، كما يحدث في اليمن اليوم، الوطن العربي يشتعل، والعالم الإسلامي غائب، والشعب العربي؟؟!!
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964
التالي