استطاعت الكاتبة السورية هدى وسوف عبر ما قدمته حتى الآن أن تحجز مكانا لها في المشهد الثقافي والإبداعي السوري على الرغم من عدم تعجلها في ما تقدمه للقارىء الذي يتابعها ويعجب بما تقدمه من أعمال.
ما بيننا عمل روائي خفيف و شفيف كما قال عنه حسن حميد في المقدمة التي كتبها له …
تسرد هدى وسوف في زحمة الموت والحرب سيرة الحب وقصة أسرة هي واحدة من آلاف القصص التي جرت وتجري ولكن ليس هناك من يلتقط الحكاية ويعيد صياغتها كما لو أنها تخلق للتو والحال ويعيد الروائي نسجها وجعلها دفقا لا يقف عند حد من حدود الرواية بل يجدد في السرد والبوح والحكاية.
تعود هدى وسوف إلى نقطة مركزية في العمل الروائي الذي اعتدنا عليه نعني به أن البطل هو الروائي الذي يقص علينا عبر البوح ما جرى من وقائع وتخبىء الحبكة التي ننتظرها كلما اقتربنا منها ولكننا نجد أنفسنا نلهث وراء المزيد من الأحداث التي تنتقل بك لغة وبوحا إلى مكان آخر في سيرة البطل من خلال التشابك مع شخوص جديدة لكنها ليست الاساس، تبقى شخصية البطل هي المركزية تارة بالخطف خلفا وتارة أخرى نحو المضي قدما.
الحدث المفصلي قصة الغدر في الحب التي نتعرف عليها بعد سرد الكثير من الوقائع والتضحيات التي تقدمها البطلة من لحظة تحولها إلى ام تربي وتتعهد اخاها الذي حرم حنان الام منذ أن رأى النور…ولا يعرف أن التي نذرت حياتها له ليست الا اختا له.
يعرف ذلك متأخرا اما الحبيب الغادر فهو الذي ترك في قلبها ندوبا لا يمكن أن تمحى مهما طال الزمن وكل ما جرى حولها من وقائع لم ينسها أن ثمة رجلا ترك القلب الذي احتواه ومضى معه إلى آخر دروب الحب..
لكنه في لحظة ما يشد الرحال إلى حيث الإغراءات المالية التي تجعله اسيرها ويتزوج غير من اخلصت له بكل معاني الاخلاص.
تحاول أن تغلق باب الذاكرة التي ترفض هذه الحال فيمضي البوح بكل شيء وكأنه الاعتراف….لا ..بل هو الاعتراف نوع من التطهير للنفس التي ما اخطأت لكنها تريد الخروج من شرنقة هذا الواقع إذ تصل إلى قرارها النهائي:
فأنا لم اعد انتظرك ولا اريد منك اعتذارا بعد الان ..ويكفيني يقيني بأنك تعيش حياة خاوية من الحب وافراحه …لا تعد لان زمن الغفران عندي انقضت مدته …زمن المسامحة انتهى اتخذ ماردي قراره بإغلاق الباب في وجهك إلى الأبد…
يذكر أن لهدى وسوف الأعمال التالية:
طرقات وعرة
ندوب في الذاكرة
جرح صغير
صباحات لها طعم الدفلى
انين المدى
تفاصيل الغياب
احبك يا وعل الجبال
وقد تنوعت ما بين القص والرواية
يمن سليمان عباس
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965