التأمين الهندسي.. فرصة ذهبية ينتظرها قطاع التأمين مع إطلاق مشاريع إعادة الإعمار

تراقب شركات التأمين في سورية عن كثب ما يتم طرحه من المشاريع المستقبلية في ضوء خطط إعادة الإعمار للقطاعات عموماً والإنشائية خاصة، علّها تجد متنفساً استثمارياً حقيقياً، يمكن من خلاله التعويل عليه في نقلة نوعية في استثمار منتجاتها التأمينية، والاستثمار الأمثل للصفة الادخارية المتميزة التي تتصف بها تلك الشركات من خلال جمعها للأقساط والبدلات التأمينية.
هذه النقلة النوعية في الاستثمار لن تكون في منتجات التأمين التقليدية (مركبات – الصحة – الحريق – الحياة..) بل في منتج آخر لايقل أهمية وهو التأمين الهندسي… فما هو واقع هذا التأمين… وأبرز مؤشراته المرحلية؟
مؤشر نمو إيجابي
يحظى التأمين الهندسي بمؤشرات نمو إيجابية، فقد بلغ العدد الإجمالي لوثائقه في شركات التأمين الخاصة في أخر التقارير الصادرة عن هيئة الإشراف على التأمين خلال التسعة الأشهر الأولى من العام الفائت 235 وثيقة مقابل 120 وثيقة في عام 2017 (زادت الضعف تقريباً)، وإجمالي أقساطه لجميع الشركات 345،6 مليون ليرة بنسبة 1.37% من إجمالي أقساط الفروع كافة، محققاً ارتفاعاً في نسبة النمو وصلت إلى 16.83% عن عام 2017 حيث قدرت الزيادة بـ49،7 مليون ليرة.
وكانت المؤسسة العامة السورية للتأمين حققت النسبة الأعلى من هذه الأقساط حيث نالت 96% ، تلتها شركة المتحدة بنسبة 1.3%، ثم العربية بـ 1%، و الوطنية بـ 0.6%.
التقارير الرسمية عن ذات الفترة تشير إلى أن التأمين الهندسي هو الفرع الوحيد الذي حقق ارتفاعاً في الربح التشغيلي بين بقية فروع التأمين الأخرى التي انخفض فيها هذا الربح، فقد حقق ربحاً تشغيلياً في شركات التأمين الخاصة 10،9 ملايين ليرة، محققاً زيادة بلغت 2.253 مليون ليرة وذلك بنسبة نمو إيجابي وصلت إلى 26%.
ماذا تعني هذه المؤشرات..؟
إن هذه النسب تحمل مؤشرات إيجابية في قراءتها، إلا أنها في الحقيقة تتضمّن مبالغ زهيدة سواء في الأقساط أو الربح التشغيلي والسبب يعود إلى انخفاض عدد المشاريع عموماً والإنشائية خاصة خلال الحرب، والشركات تتطلع في مرحلة إعادة الإعمار أن تزداد هذه الأرقام أضعافاً.
أما تحقيق النسبة الأعلى لوثائق التأمين الهندسي لدى السورية للتأمين فالسبب يعود إلى أن معظم مشاريع القطاع العام تطلب عند إنشائها أن تؤمن هذا النوع من التأمين.
يقول مدير عام هيئة الإشراف على التأمين المهندس سامر العش (للثورة) أن هذا النوع من التأمين يعتبر أحدث أنواع التأمين بصفة عامة، وفي الدول النامية بصفة خاصة، وهو يختلف مع اختلاف كل مشروع من حيث الظروف الطبيعية المحيطة والمواصفات الفنية الخاصة به، الأمر الذي أدى إلى صعوبة تحديد تعريف موحد للتأمين الهندسي، الذي يتميز بشموليته (حريق – معدات – مستلزمات أولية – آليات – النقل..) ويقوم بتغطية قيمة الممتلكات والمسؤولية المدنية خلال فترة تنفيذ المشروع ومراحل التسليم الأخيرة.
يشمل التأمين الهندسي العديد من التأمينات، كتأمين المشاريع الهندسية المدنية والإنشائية وتغطية الأعمال الدائمة والمؤقتة التي يقوم بها المقاول في موقع المشروع، أو أي موقع آخر مرتبط به، والآلات والمعدات المستخدمة والمسؤولية المدنية الناشئة عن أعمال المقاولات، والتأمين من جميع أخطار التركيب وتغطية الخسائر التي تحدث خلال فترة إنشاء المشاريع الهندسية والصناعية، والتأمين على الآلات والمعدات من الحوادث المفاجئة واللا إرادية وغير المتوقعة، والمعدات الإلكترونية، وتأمين الممتلكات ضد الحريق والكوارث الطبيعية، ويغطي ما قد تسببه الفيضانات والصواعق والزلازل من أضرار تصيب المباني والعقارات الخاصة بالمشروع، والتأمين ضد الحروب والمسؤولية المدنية والقانونية.
فرصة ذهبية
أحد أكثر المشاريع التي تجد فيها شركات التأمين فرصة ذهبية للاستثمار هي المشاريع المطروحة من قبل الهيئة العامة للتطوير والاستثمار العقاري البالغة 25 منطقة تطوير عقارية، بمساحة إجمالية تصل إلى 4220 هكتاراً، تؤمن خلالها 164000 وحدة سكنية، ولعدد سكان يقدر بمليون نسمة، الأمر الذي جعل من هذه المناطق أرضاً خصبة لهذا التأمين، وفي ذلك بين العش أن التأمين عموماً له دور هام في تعزيز صناعة التطوير العقاري، حيث من الممكن أولاً أن تساهم شركات التأمين في تأسيس شركات تطوير عقاري بما تمتلكه من مدخرات مالية واستثمارها في الدخول في مشاريع التطوير العقاري، وثانياً في تأمين ما تتعرض له هذه الشركات من أخطار خلال تنفيذ تلك المشاريع، وذلك مقابل أقساط تأمينية تتناسب وحجم تلك الأخطار.
بوادر العودة إلى الإعادة
العش أكد أهمية امتلاك شركات التأمين ملاءة مالية في مرحلة إعادة الاعمار للدخول في حجم هذه المشاريع الضخمة أو غيرها، أو اللجوء إلى إعادة التأمين لتستطيع تغطية هذه الأخطار، لافتاً إلى أن الهيئة تقوم حالياً على عقد اتفاقيات إعادة التأمين بالتعاون مع الدول الصديقة، وحالياً الهيئة قيد التوقيع مع إيران لننتقل بعدها إلى روسيا والهند.

دمشق – فارس تكروني:
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965

 

 

آخر الأخبار
المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس