استوقفتني مقولة أحد الفقراء عند بوابة (الفرن) وهو (متبسمر) بدوره النظامي، يتمتم بصوت عال… نحن من يحمي البلد وسنبقى فلا سبيل لنا ولا مفر… الأرض لنا والليرة ليرتنا… الاقتصاد القوي يقوينا ويزيد صمودنا ضد الحصار الجائر المفروض علينا بعد سنوات من الحرب وما زلنا صامدين…
ولأن كل مواطن مشغول بهمه فلم أجد من اكترث لكلامه… بل إن البعض كان ينظر إليه نظرة (رأفة) ظناً منهم أنه (مختل)…
لا ليس مختلاً… إنه وعي السوري الذي قاوم وقدم التضحيات كرمى لسورية… والذي قدم الدم والشهداء من السهل عليه كسر الحصار ومقاومته…
اليوم تتعرض ليرتنا إلى هجمة كبيرة تقودها غرف سوداء في الخارج عبر مضاربين وضعاف نفوس في الداخل…
هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة… فالأعداء سيستمرون بمحاولاتهم (المجنونة) للنيل من سورية واقتصادها وقيمة ليرتها…
كلنا نذكر كيف فعل الأعداء أوائل الأزمة بمحاربة الليرة السورية وكيف نظمت حملات لدعمها عبر ادخارها بالمصارف…
أجزم هنا أن الخاسر الأكبر كان المواطن الفقير، الذي اختار ليرته على اكتناز الدولار… بينما كبار التجار والمحتكرون وضعاف النفوس اختاروا الطريق الآخر… عبر المضاربة وتهريب الدولار إلى الخارج مع تلاعب فاضح من شركات الصرافة واعتماد خطط خجولة من قبل (إداراتنا المصرفية) عبر بيع الدولار بالمزاد العلني…!!
بالأمس قامت وزارة النفط بتنظيم استهلاك مادة البنزين عبر شرائح تشبه إلى حد ما شرائح استهلاك الكهرباء… وهي خطوة رغم تأخر صدورها إلاّ أنها مهمة للغاية والهدف إيصال الدعم إلى مستحقيه…
هذه الخطوة يجب أن يتبعها خطوات مكملة فيما يخص الخبز والذي يستخدمه أيضاً ضعاف النفوس سلاحاً للضغط على الاقتصاد عبر الهدر الكبير في استهلاكه أو استخدامه كعلف للحيوانات كون سعره الحالي الرخيص لا يقارن بسعر علف الحيوانات…
هنا يجب التفكير بنفس الطريقة والعمل على إيصال الدعم إلى مستحقيه وهذا ما يجب أن تعمل عليه وزارة التجارة الداخلية…
الشيء الآخر والذي عجز الكثير عن فهمه يتمحور حول ربط الإنتاج الزراعي بسعر صرف الدولار… حتى البقدونس بات منافساً قوياً في سوق المضاربة…! وقس على ذلك من إنتاج زراعي أساساً هو إنتاجنا ومدعوم من قبل حكومتنا… وخير دليل هي الأصوات المتعالية بدعم وتدخل الحكومة إذا تضرر محصول ما بسبب الطقس والعواصف…!!
منطق غريب عززه تغليب (الذات) على المصلحة العامة، ولحين تغيير سلوك هؤلاء ضعاف النفوس الذين يتبعون مبدأ: ومن بعدي الطوفان… حديث آخر… ومنهج جديد متجدد في طريقة التعاطي…!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968