السادس من أيار.. حين كسرت أعواد المشانق قيود الاستعمار

نحتفل في السادس من أيار من كل عام بذكرى عطرة نستذكر بها أولئك الذين ضحوا بأنفس ما لديهم في سبيل كرامة سورية وحريتها واستقلالها، فسطروا أروع ملاحم البطولة والتضحيات لرفع شأن الوطن والدفاع عنه، وجادوا بأرواحهم ودمائهم كي ينعم الآخرون بحياة زاخرة بالكرامة والأنفة. وقد وصفهم الرئيس الخالد حافظ الأسد: «أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر».
تعود هذه الذكرى إلى عام 1916 عندما ثار العرب على الحكم العثماني وطالبوا بحرية بلادهم وقدموا في سبيل هذه الغاية حياتهم. ويعود سبب اختيار يوم 6 أيار للاحتفال بهذه المناسبة لكونه اليوم الذي جرى به تنفيذ حكم الإعدام بعدد كبير من الوطنيين السوريين من السلطات العثمانية في كل من بيروت ودمشق بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ما بين فترة 21 آب 1915 و أوائل 1917.
وتوالت قوافل الشهداء عبر كفاح الشعب السوري من أجل الحرية، حيث تصدى البطل يوسف العظمة ورفاقه للجيش الفرنسي الزاحف على سورية في ميسلون رغم التفوق الفرنسي الواضح وعدم التكافؤ في العدد والعتاد بين الطرفين، وظل يقاتل حتى استشهد مع أربعمئة من رفاقه الأبطال، ضاربين أروع الأمثلة في الفداء والاستبسال، واستطاعوا تكبيد القوات الفرنسية الغازية خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات. وتلاها عدد من الثورات السورية المسلحة التي قدّم بها المجاهدون من أبناء الشعب المزيد من البطولة والتضحيات بدءاً بثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري، مروراً بالثورات الأخرى في حلب وحمص وحماة ودير الزور والقلمون ودمشق وغوطتها والقنيطرة ودرعا والجولان، وانتهاءً بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش. ولا يزال شعبنا يخوض معركة مستمرة ضد الإرهابيين دفاعاً عن وطننا الغالي في وجه الغزاة والطامعين والحاقدين على وجودنا الحضاري والإنساني. فالوطن هو أغلى ما في حياتنا، لذا يجب علينا أن نحميه وندافع عنه ضد الأخطار التي تحيق به، وأن نكون دائماً على أتم الاستعداد للتضحية من أجله، وأن نحافظ على وحدته وأرضه وتقديم التضحيات الجسيمة ليشمخ في وجه كل طامع للنيل من سلامته وأمنه.
ويبدو أن الغرب والمستعمرين لم يأخذوا ما يكفيهم من العبر، وعادوا يكررون ما فعلوه بالأمس بالاعتماد على عملاء مأجورين أخذوا بتدريبهم وتزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة لقتال الشعب السوري الذي وقف برمته خلف قيادته للتصدي لمحاولات كسر الإرادة، لذلك بدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة يطلق مشروع الشرق الأوسط الجديد بهدف تقسيم المنطقة. لكن السوريين بمختلف مشاربهم تصدوا لتلك المؤامرة بغية الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً رافعين شعار السيادة والاستقلال ورفض التدخل الخارجي بكل أشكاله.
حاول الغرب بقيادة أميركا زرع بذور الفتنة بين فئات الشعب. بيد أن شعبنا الذي آمن بالشهادة سبيلا للدفاع عن الوطن لم يتأثر بما يبثونه من سموم ووقف صامداً مؤثراً التضحية والفداء ضارباً في ذلك أروع الأمثلة الجديرة أن يحتذى بها لدى الشعوب التي ترنو إلى الحرية والكرامة. وتمكن هذا الشعب بصموده من إجهاض كافة المخططات العدوانية والالتفاف حول القيادة والجيش البطل الذي يحقق الانتصارات يوماً إثر يوم.
لقد تخطى الشهداء مرحلة الناس العاديين وتساموا إلى مرتبة إنكار الذات والترفع عن صغريات الأمور، لأنهم أدركوا أن التضحية بالنفس والروح هي الطريق إلى حرية الأوطان. ونستذكر في هذا السياق، ما قاله القائد الخالد حافظ الأسد: «الشهادة أو النصر، والشهادة أولاً لأنها الطريق إلى النصر». فصراع أمتنا في وجه الإرهابيين والأعداء لا يقبل أنصاف الحلول لأنه صراع بقاء ومصير، وفي هذه المناسبة العطرة، تتجدد في النفوس معانٍ جليلة خالدة من العطاء الوطني. فعيد الشهداء عيد ولا كل الأعياد، فهو عيد الخلود العظيم وفرحة الوطن، لأنه رمز التضحيات والبطولات في الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله، إنه عيد العظماء، عيد الأبطال الذين استعذبوا الموت ليحيا الوطن، فالشهداء خالدون في ضمير الشعب والأمة، وستذكر الأجيال قصص بطولاتهم وتتناقلها على مرّ الزمن تكريماً لمآثرهم واعترافاً بفضلهم وتضحياتهم في سبيل شعبهم وأمتهم ووطنهم. نعم إنها الشهادة أعلى المراتب وقمة المجد الذي لا يفنى.
وتأتي ذكرى عيد الشهداء في وقت يشتد فيه التآمر على سورية وتمارس الضغوط عليها وتوجه الاتهامات الباطلة لها، إلا أن ذكرى شهدائنا الأبطال ستشكل حافزاً إلى المزيد من الصمود والتضحية دفاعاً عن عزة الوطن وكرامة الأمة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقف كالطود الشامخ في وجه الإملاءات الخارجية.

ليندا سكوتي
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
الرقم: 16971

 

آخر الأخبار
شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية مستعدة لاستئناف عملياتها في سوريا  مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ فرصة لدعم مشاريع التعافي البيئي بكر غبيس: مشاركة الرئيس الشرع في " COP30" تاريخية.. وزيارته إلى واشنطن لها رمزية كبيرة عودة سوريا إلى المشاركة الدولية وإعادة الإعمار البيئي واشنطن من العزل والعداء إلى الحوار والتعاون زاهر بعدراني: زيارة الرئيس الشرع لواشنطن نقطة تحول لسوريا الثروة الحيوانية في درعا.. تراجع كبير ومطالبات بدعم إسعافي  النزاهة والشفافية.. لاستعادة ثقة المواطن بالأجهزة الرقابية "هيئة التخطيط ": المسح العنقودي ضرورة للقرارات التنموية ودائع الدولار في البنوك بين الفوائد المرتفعة والمكاسب المحتملة بازار خيري في خان أسعد باشا يدعم الشباب والأيتام مؤتمر المناخ.. اختبار للدول العربية في مواجهة التحديات مطالبات بتسهيل الترانزيت ووقف إتلاف الصادرات الكيميائية  سوريا والجنوب العالمي.. "صرخة" في الأمازون من أجل عدالة مناخية معرض "روح الشام" يحتفي بإبداع النساء ويدعم الأيتام من الأيادي السورية تولد الألوان تحذير من التعامل مع جهات أو سماسرة للتسجيل على موسم حج 1447هـ نقل دمشق: إجراءات لتسهيل نقل الملكية وتخفيض للرسوم "لوبان" إشارات الجمال سوريا بوابة إلى المتوسط ومركز للتنمية البحرية الصناعية والسياحة