تجربة مريرة

إن كان هناك من عنوان رئيس يمكن أن نضع تحته أداء وتعامل التجار مع تبعات وتحديات الحرب على سورية فحتماً سيخلو من أغلب أدبيات وأخلاقيات التجارة والمسؤوليات التي يفترض أن يتولاها التجار بمثل هذه الظروف الاستثنائية خاصة على صعيد الاكتفاء بهامش ربح مرضٍ لا أن يستغلوا ظروف البلد لتحقيق أكبر قدر من المكاسب ولو على حساب الناس والمصلحة العامة.
ولان تجربة المواطن وصراعه مع حالات الاحتكار وتلاعب التجار والباعة بأسعار السلع والمواد ناهيك عن المخالفات الجسيمة التي ارتكبوها ولا يزالون في بيع وتداول مواد غير صالحة للاستهلاك ومضرة بالصحة العامة هي تجربة مريرة ولسان حال كل ما عايشها ولا يزال يردد المثل الشعبي (شو بدي اتذكر منك يا سفرجلة كل عضة بغصة).
فإن التهليل والتطبيل الذي رافق خبر إعلان عدد من أصحاب الشركات والمؤسسات التجارية المعنية بتزويد السوق بأغلب احتياجاته من المواد والسلع الأساسية والالتزام بعدم رفع أسعار منتجاتهم خلال شهر رمضان قوبل بالتجاهل والتشكيك من قبل كل من سمع الخبر الذي روجت له وزارة التجارة الداخلية وكأنه إنجاز وبادرة غير مسبوقة لأن واقع السوق وما يشهده من ارتفاعات متزايدة بأسعار مختلف أنواع مواد ومستلزمات مائدة شهر رمضان وغيره من أشهر العام تناقض تماماً ما ذكر لا بل إن أغلبية الشركات التي ادعت ووعدت بعدم رفع أسعارها كانت قد سبقت الشهر الكريم بزيادات طالت منتجاتها دون استثناء ونخص بالذكر الرز والتمور والعصائر والبن والشاي.
حالة الفوضى والفلتان السائدة في السوق وقدرة التجار على فرض السعر الذي يحددونه لم تكن لتستمر لولا التراخي وعدم قدرة الجهات المعنية على التعاطي معها ومنع تجاوزاتها ومحاسبة كل من يستغل وضع البلد وحاجة الناس والأهم عدم قدرة إحدى أهم أذرع الدولة ونعني هنا السورية للتجارة على تسيد السوق وترجمة أهداف إحداثها وفي مقدمها كسر حالات الاحتكار والتدخل بالسرعة والوقت المناسبين لمنع التجار والموردين من ممارسة مخالفاتهم وتجاوزاتهم فيه.
ولعل مطالبة رئيس مجلس الوزراء القائمين على وزارة التجارة الداخلية خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء لمنع حدوث أي فوضى ترمي إلى استغلال حاجة المواطنين معتبراً أن معالجة الملفات التي تمس معيشة المواطنين مسؤولية كامل الفريق الحكومي وهو ما يستوجب مضاعفة الجهود لمنع حدوث أزمات معيشية مفتعلة ما يعزز كلامنا عن حالات تقصير بإدارة هذا الملف تستوجب المعالجة والمحاسبة.
الكنـــــز
هناء ديب
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية