مجالسنا المحلية والتنمية الغائبة!

يبدو أن مجالسنا المحلية ما زالت بعيدة حتى الآن عن الفكر التنموي وتطبيقه على أرض الواقع في القطاعات التابعة لكل منها.. لأسباب معظمها ذاتي يتعلق بنسبة كبيرة ممن وصل لعضوية هذه المجالس العام الماضي، وبعضها موضوعي يتعلق بالظروف الراهنة والإمكانات المتوفرة.
فحتى الآن ورغم مضي نحو ثمانية أشهر على مباشرة المجالس لمهامها في كل المحافظات، ورغم الوعود والتصريحات التي قرأناها وسمعناها على لسان رؤسائها وأعضائها، لم نلمس كمتابعين ومواطنين أي تغيير يذكر في عملها، ولم نشهد أي جديد في أداء دورها وتنفيذ مهامها، فلا تشاركية مع المواطن، ولا تنمية في المجتمع ضمن قطاع كل منها، ولا تحسّن في استثمارات مواردها المادية والبشرية، ولا تأسيس لمشاريع توفر فرص عمل للمواطنين فيها، وكل ما تقوم به هو ترحيل القمامة كل بضعة أيام والقيام ببعض الخدمات العامة ومنح التراخيص الإدارية ومراقبتها والإهتمام بذوي الشهداء بالحدود الدنيا!
هذا الواقع غير المقبول جعل الهوة بين المجالس والمواطنين تكبر وخاصة أن النظافة وخدمات الشوارع والأرصفة والحدائق تراجعت كثيراً تحت حجج مختلفة لم يعد أحد مقتنعاً بها سواء من المواطنين أو المسؤولين ولا داعي لإعطاء أدلة في هذا المجال مع أننا نملك الكثير منها سواء من خلال الواقع الذي نعرفه، أو من خلال كلام أصحاب القرار أثناء اجتماعاتهم مع المجالس..أو الخ.
وهنا لا بد من التذكير بأهم ما تم توجيه المجالس للقيام به في المجال التنموي والمجتمعي في المؤتمر الأول للإدارة المحلية الذي عقد بدمشق في شباط الماضي وبالأخص خلال لقاء السيد رئيس الجمهورية برؤساء المجالس.. فقد تم توجيههم بإطلاق المشاريع التنموية بالشكل الذي يتكامل مع المشاريع التنموية الاستراتيجية للدولة، وبالاستثمار الأمثل للموارد المالية والبشرية، وبالشراكة مع المجتمع، وبالإسهام في رفع المستوى المعيشي للمواطنين عبر تأسيس المشاريع وخلق فرص العمل، وتأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار، ومواجهة الانتهازيين الذين يطفون على السطح في كل أزمة، وحل المشكلات التي تظهر، وتوسيع الحوار بين مختلف أطياف المجتمع..الخ.
نأمل أن تبدأ مجالسنا المحلية بالتنفيذ وفق خطط وبرامج وآليات عمل ومتابعة جديدة وجادة والابتعاد عن سياسة التبرير و(شماعة) الأزمة كما هي العادة!
على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973

 

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية