لأنها تلامس متطلبات الحياة اليومية، وهم معيشي مستمر، وتدخل في صلب وجوهر حياتنا ولأنها.. ولأنها.. ولأنها كذلك فإن الحديث عنها ضرورة وحاجة ملحة وعلى ألسنة الجميع يومياً.
لم يعد ارتفاع الأسعار خاصة المواد الأساسية والضرورية مجرد حديث أو فشة خلق، بل أصبحت حالة ضاغطة تؤرق الناس في ظل ضعف القوة الشرائية، حيث هناك خلل كبير بين الدخل والأسعار، ولم يعد بالإمكان ابتكار الحلول أو خلق برامج وخطط لإدارة الواقع المعيشي..!!
صحيح أن هناك نية أو محاولة لضبط حالة الأسواق لكنها غير مجدية على الإطلاق، وهي مجرد إجراءات لا تقدم ولا تؤخر وكأنها فقط لحفظ ماء الوجه أو لإثبات الوجود لا أكثر.. فالأسعار بعلم الجميع مرتفعة جداً وطالت أكثر المواد والسلع الغذائية في كافة المدن والمحافظات والتي يحتاجها المواطن يومياً ولا يمكنه الاستغناء عنها ورغم الوعود التي تطلقها الجهات المعنية وخاصة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والشركات والمؤسسات التابعة لها بتخفيض الأسعار وإيجاد حلول وبدائل عبر مؤسسات التدخل الإيجابي إلا أن ذلك لا يلقى آذاناً صاغية وتبقى حالة فلتان الأسعار في الأسواق موجودة وقائمة رغم أن الوزارة كثفت من نشاطها وإجراءاتها مع بداية شهر رمضان ونشرت دورياتها إلا أن كل هذا لم يغير في الواقع شيئاً فالأغلبية الساحقة من الناس تعاني وتشتكي وليس باليد حيلة والأسعار التي تحددها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تبقى حبراً على ورق في ظل ازدياد طمع وجشع التجار، حيث يقومون برفع الأسعار مع بداية شهر رمضان كعادتهم كل عام تحت حجج وذرائع واهية متذرعين هذا العام بنقص الوقود وارتفاع أسعارها وعدم القدرة على تأمينها…!
لقد أثبتت التجارب الوقائع بما لا يدع مجالاً للشك بأن اقتصار إجراءات الردع على تنظيم الضبوط والمخالفات وما شابه لا يحل المشكلة أبداً إذ لا بد من إجراءات حاسمة وصارمة أكثر فاعلية وربما أصبحت الحاجة ماسة إلى سن تشريعات وقوانين جديدة تعالج حالة جنون الأسعار وتذبذبها وكأننا في مزاد علني وعلى المكشوف…!!
حديث الناس
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 14-5-2019
رقم العدد : 16977