مع تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بسبب الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المنتجات والسلع الصينية، وقع ترامب، أمرا تنفيذيا بإعلان ما سماه حالة الطوارئ القومية لحماية شبكات البلاد من التجسس، والذي يمنع بموجبه الشركات الأميركية من استخدام معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تصنعها شركات تشكل خطرا على الأمن القومي لبلاده بحسب المزاعم الأميركية، الأمر الذي يمهد الطريق لحظر التعامل التجاري مع شركة «هواوي» الصينية.
وزير التجارة الأميركي ويلبور روس أوضح أن هذا الأمر التنفيذي يهدف إلى حماية سلسلة التوريد الأميركية ممن سماهم الخصوم الأجانب الذين يهددون تقنيات المعلومات والاتصال الوطنية وسلسلة تزويد الخدمات.
وأشارت وسائل إعلام في وقت سابق، إلى أن الأمر التنفيذي الذي لم يشر إلى بلدان أو شركات محددة، كان قيد الدراسة منذ أكثر من عام، لكنه تأخر مرارا وتكرارا.
وخلال 150 يومًا، وتحديدًا عندما تعلن الحكومة الأميركية عن خطتها القابلة للتطبيق لتقليل الأخطار المُهددة لأمن الاتصالات، سيتمكن ترامب من تصعيد خلافه مع شركة التكنولوجيا الصينية الرائدة «هواوي»، ويحظر كل أعمالها داخل أميركا.
صحيفة الديلي ميل البريطانية سلطت الضوء على القرار الأميركي الجديد مشيرة إلى أنه كان يتم دراسته داخل الإدارة الأميركية منذ ما يقرب من عام، حتى أعلن عنه ترامب أمس مُكلفا الحكومة بوضع خطة وآلية قابلة للتنفيذ فيما يخص بدء تطبيق هذا الحظر.
وأفادت الصحيفة أن ترامب استهدف بهذا القرار الشركة الصينية الذي كان بينها وبين الرئيس الأميركي جدالا واسعا خلال الفترة السابقة، حيث كانت واشنطن قد نصحت حلفاءها بتجنب استخدام أجهزة هواوي، متهمة السلطات الصينية بالتورط في مزاعم تجسس عالمية وعلى نطاق واسع في عدد من الدول.
وعلى الرغم من أن قرار ترامب لم يعلن استهداف شركة محددة أو بلد بعينها، إلا أن التكهنات كلها توجهت نحو عملاق التكنولوجيا الصينية، بسبب تصريحات ترامب السابقة التي وصف هواوي فيها بأنها «خطر على أمن الولايات المتحدة».
وكان مسؤولون أميركيون قد أعلنوا في وقت سابق أن شركة «هواوي» الصينية تمثل خطرا على قطاع الاتصال الأميركي، ودعوا لعدم استخدام معدات هذه الشركة في الجيل الجديد من شبكات الاتصال «5G»، واصفين إياها بـ «غير الموثوق بها».
وزارة التجارة الصينية أعلنت من جهتها أن بكين تعارض بشدة فرض دول أخرى عقوبات أحادية على شركات وكيانات صينية وذلك في رد على أحدث عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة للاتصالات.
ونقلت رويترز عن قاو فنغ المتحدث باسم الوزارة قوله للصحفيين في إفادة أسبوعية: يتعين على الولايات المتحدة تجنب التأثير بشكل إضافي على العلاقات التجارية بين الجانبين، مضيفاً إن مفهوم الأمن القومي يساء استغلاله ويجب ألا يستخدم كأداة للحماية التجارية.
وتعتقد واشنطن بأن معدات «هواوي» قد تستخدم لتجسس الصين على الولايات المتحدة، فيما نفت الشركة صحة تلك المزاعم.
وكالات – الثورة
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980