إنهم فرسان وأصدقاء من بلادي، منذ بدء الحرب على سورية وفي العام ٢٠١١ ومع تطور الأحداث وبدء المعارك بين الإرهابيين وداعميهم والجيش العربي السوري، قام ثلاثة رجال أصدقاء من الشرفاء في وطني والذين يحملون أرواحهم على أكفهم في كل يوم من أيام الحرب الشرسة على سورية، قام هؤلاء الرجال الثلاثة بعقد ميثاق ومعاهدة فيما بينهم، بما أن الذي يخرج منهم للمعارك لايضمن عودته بسلام إلى أهله وذويه، اتفق الفرسان الشجعان، فرسان الجيش العربي السوري على أن من منهم لايعود سالما إلى بيته وأطفاله، أن يتكفل من بقي سالما منهم بأسرة وأطفال الآخرين.. (الواحد للكّل.. والكّل للواحد..).
العقيدة التي جمعت فرسان ألكسندر دوما.. هي ذات العقيدة التي جمعت فرسان الجيش العربي السوري.. شاءت الأقدار أن يذهب أحد هؤلاء الفرسان إلى معركة من معارك قضّ مضاجع الإرهاب الغادر والطغاة الذين استباحوا حرمات كل مقدسات الوطن ليسقط شهيدا على ثرى وطن ليس أغلى من أطفاله الستة.. سقط الشهيد الأول من الفرسان الثلاثة، وبدأت مسيرة العهد والوعد، وبان الصدق والنبل والوفاء، لم يمض يوم إلا ورأيت فيه أحد الفرسان الثلاثة وهو يحمل بين يديه كل مستلزمات الحياة اليومية من خبز ومأكل, حتى الماء رأيته بأمّ عيني يحمله لهؤلاء الأطفال، لأن الماء الذي يغذي منطقة سكنهم غير صالح للشرب بكل أسف.
الأطفال يكبرون، ومنهم من أصبح في الجامعة والكل متفوقون في دراستهم.. وفي كل مرة أصادف فيها هذا الفارس النبيل أنظر في عينيه لأرى الوعد الصادق لايزال ينبض بين دفتيه وكأن الأب لم يرحل يوما، وكأن الحياة لن تخذل هؤلاء الفتية الذين تركوا في أعناق كل أبناء الوطن الذين نعموا بسلام وأمان كل من ضحى بروحه فداء للكّل.. (أبو أحمد) تُرفع لك كل القبعات وتنحني أمامك كل القامات لأنك رجلٌ والرجال قلائل، لأنك صادق والصدق أمانة، ولأنك فارس والفرسان عند الشدائد.
هؤلاء الفرسان الثلاثة نموذج من نماذج الفرسان في بلادي التي لن تخذل الوطن طالما هم على العهد والوعد الصادق باقون، الواحد للكّل.. والكّل للواحد.
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 24-5-2019
الرقم: 16985