الملحق الثقافي-ليلى مصطفى:
من المؤسف أن تتحول العلاقات الانسانية والطبيعية بين البشر إلى ما هي عليه الآن من سقوط في القاع، وأن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمصالح المادية الدنيئة التي ترفضها الأخلاق الحقيقية.
إلى أي مرحلة من الاغتراب وصلنا!
حتى ممن تربطك بهم صلة الدم.. أو عمر من الصداقة، أو المعرفة التي تعتقد أنها قوية.
إلى أي حد أصبحنا غرباء عن ذواتنا.. نحب.. نكره.. نتبادل الزيارات.. الاطمئنانات.. التهاني وفقاً لمصالحنا!
أزورك.. تزورني.. أسأل عنك عن أخبارك.. تسأل عني، أحادثك تحادثني لأنك أو لأنني فلان، و قد صرت ذا شأن أو في موقع قرار أو سلطة أو جاه وثراء.. ألف سؤال يثار!
مؤسف أن تنحط القيم والأخلاق إلى هذه الدرجة من البؤس، ويتنازل الإنسان عن كرامته وإنسانيته التي باتت على المحك. مؤلم ومرير هذا الواقع والخلل الذي أخشى أن يصبح متجذراً فيه.
لا أدري في أي زمن أصبحنا، وفي أي حياة أو مرحلة نحن، وكيف باتت القيم مقلوبة في هذا الزمن الرديء!!
قيم أفنى الآباء أعمارهم لغرسها فينا.. وها هي تتحول هذا التحول المخيف إلى زيف بات سمة واضحة تطبع العلاقات الإنسانية!
طوبى للإنسان الحر.. الذي قاوم ومازال يقاوم تلك الردة. طوبى لمن لا يشترى ضميره ولا يباع.
طوبى لأخلاق لم ولن يلوي ذراعها جاه أو مال أو تقرب من أصحاب النفوذ، ولم تلهث.
طوبى لمن لم يبحث إلا عن فضائل الحب والعطاء. طوبى لنفوس لم تغير أصالتها ومفاهيمها عن الحق والخير والجمال.
طوبى لنفوس حرة أبت إلا أن تكمل رحلة حياتها بلا خضوع للماديات التي تسلبها كرامتها وتشوه الروح وتبعدها عن حقيقتها وجوهرها.
التاريخ: الثلاثاء 28\5\2019
رقم العدد:16988