«هواوي» تقاضي واشنطن.. وتقدر الخسائر الأميركية بعشرات المليارات..بكين تشن هجوماً مضاداً على ترامب بالمعادن النادرة
المعركة التجارية والتقنية مستمرة ويبدو أنها ستكون مفتوحة حتى إشعار آخر، ما بين الصين وشركة هواوي ضد القيود الأميركية والرسوم التي تفرضها إدارة ترامب، حيث سيكون الجو ساخناً أكثر بين هاتين القوتين الاقتصاديتين العملاقتين.
وردا على حرب ترامب التجارية، تدرس بكين فرض قيود على صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته صحيفة «غلوبال تايمز»، المقربة من الحكومة الصينية.
وحذر رئيس تحرير الصحيفة هو شيجين، في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» من أن هذا التحرك قد لا يكون آخر إجراء انتقامي تقوم به الصين مع تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تتحدث فيها وسائل الإعلام عن هذا الإجراء فقبل أسابيع، فسّر العديد من المراقبين زيارة قام بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى مصنع مختص في معالجة المعادن النادرة، بأنها رسالة تفيد بأن الولايات المتحدة لديها نقاط ضعف أيضا.
وتعليقا على المسألة قال المحلل السياسي المستقل أليساندرو برونو: بالتأكيد يمكن أن تستخدم الصين المعادن النادرة كسلاح خلال المفاوضات التجارية مع إدارة ترامب.
وأضاف، أن الصين تسيطر على 85% إلى 95% من إجمالي إنتاج وإمداد هذه المعادن، والشركات الأميركية تعتمد بشكل كبير على المعادن النادرة، وأن أي حظر يمكن أن يشل صناعة التكنولوجيات الناشئة.
والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من «الفلزات» تضم 17 عنصرا كيميائيا، تتميز بعدد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية المهمة التي تؤهلها للدخول في صناعة عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية الحديثة والمتطورة.
وتستخدم هذه العناصر في صناعة النواقل الفائقة، كما تدخل في مكونات البطاريات والمغانط التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية، عدا عن أنها مستخدمة في الإلكترونيات الضوئية.
في الأثناء أقامت شركة «هواوي» الصينية دعوى في الولايات المتحدة، تطالب فيها بإقرار عدم دستورية إدراجها في القائمة السوداء الأميركية، ومنعها من شراء المكونات والتكنولوجيا من منتجين أميركيين.
وجاء في بيان وزعته الشركة الصينية أمس: رفعت «هواوي» دعوى في الولايات المتحدة، وتعتزم تقديم طلب لاستخدام التدابير والإجراءات القضائية المبسطة، خلال النظر في القضية وانتقدت الشركة، قرار الحظر الأميركي بحقها، ووصفته بالحرمان من الحقوق العامة.
من جانبه أعلن كبير المسؤولين القانونيين في «هواوي» سون لوبين، أن إدراج الحكومة الأميركية شركته في القائمة السوداء، سيتسبب بأضرار مباشرة لأكثر من 1200 شركة أميركية.
وقال لوبين في مؤتمر صحفي عقده أمس: إن إدراج الحكومة الأميركية شركة «هواوي» المفاجئ في قائمتها السوداء تسبب بأضرار كبيرة لعملاء الشركة الذين يستخدمون منتجاتها وخدماتها في 170 دولة، وتسبب بخسائر كبيرة لأكثر من 1200 شركة أميركية لها تعاون تجاري مع «هواوي»، كما أثر على عشرات الآلاف من الوظائف في الولايات المتحدة.
ولم يقدر مسؤول «هواوي» حجم الخسائر التي ستلحق بالشركات الأميركية، إلا أن تقريراً صدر عن مؤسسة «تكنولوجيا المعلومات والابتكار» الأميركية مؤخرا حذر من أن فرض القيود من شأنه أن يكبد الشركات الأميركية خسائر من عائدات التصدير بنحو 56 مليار دولار، ويضع 74000 وظيفة في خطر على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ولفك أسر هذه القيود كأحد خطوات الحلول، توصلت شركتا التكنولوجيا الصينيتان العملاقتان هواوي وتينسنت إلى اتفاق للسعي إلى تعاون عميق في خدمة البث المباشر بينهما وذلك في أعقاب الإجراءات التي فرضتها أميركا مؤخرا ضد هواوي للحد من نشاطها التجاري.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية أن الاتفاق الذي جاء خلال المؤتمر الصيني السابع للصوت والفيديو عبر الإنترنت الذي عقد في مدينة تشنغدو يحقق للجانبين حسابات التشغيل البيني والعمليات التعاونية والتقنيات المشتركة على منصات الفيديو الخاصة بهما كما سيتمكن مستخدمو أجهزة هواوي من الحصول على فيديوهات بدقة عالية وجودة من خلال تطبيق تينسنت فيديو فيما ستتبادل الشركتان التكنولوجيا الخاصة لتحسين الذكاء الاصطناعي والصوت والفيديو عالي الأداء لتعزيز التأثيرات الصوتية والمرئية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990