يعكس ارتفاع وتيرة المعارك في الشمال السوري وتحديداً في أرياف حماة واللاذقية وإدلب، إصرار منظومة الإرهاب برؤوسها وأذرعها على الاستماتة في الانتحار من خلال المحاولات اليائسة في تغيير المعادلات والقواعد المرتسمة على الأرض برغم كل الانزياحات والاصطفافات الكبرى التي باتت تطبع المشهد الإقليمي والدولي.
الواقع الميداني لايزال محافظاً على إيقاعه التصعيدي، خاصة بعد تصعيد خروقات وهجمات التنظيمات الإرهابية خلال الأيام والساعات القليلة الماضية على المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري الذي استطاع صد تلك الهجمات وسحق مئات الإرهابيين الذين دفع بهم النظام التركي لخلط الأوراق وتحسين موقفه التفاوضي، وهذا ما يدفعنا للقول مجدداً إن أطراف الإرهاب لا تزال تتجاهل خطورة التداعيات التي يحملها إصرارها على التشبث بدعم الإرهابيين المتواجدين في الجغرافية السورية، خاصة أردوغان الذي لايزال يحاول الابتزاز في الهوامش والمساحات التي يحاول خلقها بالمماطلة وشراء الوقت والهروب إلى الأمام.
ما هو مؤكد أن التطورات الميدانية المتسارعة سوف تضيف الكثير إلى عناوين المرحلة في ظل الانهيارات المتدحرجة لمنظومة الإرهاب برمتها، لاسيما بعد اتساع رقعة الاشتباك لتشمل المنطقة بأسرها، وهذا بدوره قد يضع أطراف الإرهاب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاندفاع إلى الحل السياسي وفي أسرع وقت، وإما الاندفاع نحو السقوط في الهاوية.
المشهد يبدو مفتوحاً على كل الاحتمالات في ظل القرار السوري الواضح بحسم كل الملفات العالقة في الشمال السوري، وبالتالي فإن الوضع وبحسب المعطيات مرشح للتدحرج نحو الانفجار في ظل التصعيد المعلن لأطراف الإرهاب، وهذا يعني كما قلنا أكثر من مرة إن المرحلة قد وصلت إلى لحظة الحسم التي تفرض استحقاقاتها على الأرض بغض النظر عن الارتدادات والتداعيات المتوقعة.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997