لا يخرج تصعيد المجموعات الإرهابية المتواصل على المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري في أرياف حلب وحماة وإدلب واللاذقية، لا يخرج عن سياق الإستراتيجية التخريبية لمنظومة الإرهاب بشكل عام والتي باتت واضحة بشكل جلي على الأرض، خصوصاً إستراتيجية الولايات المتحدة والنظام التركي اللذان لا يزالان غارقان بطموحاتهما وأوهامهما الاستعمارية والاحتلالية.
فانفلات المجاميع الإرهابية إلى هذا الحد من التصعيد لا ينعي اتفاق مناطق خفض التصعيد فحسب، بل من شأنه أن يدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية، ذلك أن استمرار الإدارة الأميركية ومعها النظام التركي بتجاهل التطورات والتحولات الكبرى التي طرأت في الميدان سوف يؤدي إلى تشريع الأبواب على كل الاحتمالات والخيارات التي هي بمجملها كارثية بارتداداتها وتداعياتها على أطراف الإرهاب وأدواتهم ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة والعالم بأسره.
المشهد اليوم لا يحتاج من تحالف الإرهاب إلى قراءة دقيقة، بقدر ما يحتاج إلى مقاربة عقلانية وموضوعية ومسؤولة، ولاسيما من الأطراف الفاعلة والمؤثرة فيه، وخاصة بعد اعتراف الجميع بامتلاك الدولة السورية لزمام الأمور بشكل كامل على الأرض واستحالة العودة إلى الوراء، وفي ظل أجواء الغليان والتصعيد التي تحاول واشنطن وإسرائيل وبعض دول الخليج فرضها على المنطقة.
يبقى المشهد محكوماً بين خيارات التصعيد والتفجير من جهة وبين خيارات الحل التي تبدو واضحة جداً بعد أن رسمت ورسخت دمشق عناوينها ومحدداتها وخطوطها التي لا يسمح بالعبث فيها أو تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف، وهذا قرار واضح وحاسم من الدولة السورية التي تترجمه حرباً لا هوادة فيها على المجموعات الإرهابية حتى تطهير كامل الجغرافيا السورية من الإرهاب والاحتلال في آن معاً.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003