لن نمل الحديث عن امتحانات الشهادة العامة التي بدأت تتعافى انضباطيا بعد سنوات من الفوضى القسرية التي اعتمدت مبدأ (الخطي..شو عليه..خليهم ينجحوا..) حيث ركب البعض في ظهر التسويف لملء جيوبهم من المنفعة المادية واستغلال فاضح للدروس الخصوصية وجلسات اسئلة التوقعات.
نعلم الكثير عن النتائج السلبية التي مني بها قطاع التعليم خلال سنوات الحرب الظالمة من تدمير للبنى التعليمية والقيم التربوية من مادية ومعنوية ،وإدخال طقوس ومفاهيم مغايرة على عكس ما تعمل عليه وزارة التربية من خلال دورها التوعوي ، التربوي ، التعليمي، في أكثر من مكان،بحيث تكون مخرجات الوزارة مدخلات لوزارة التعليم العالي والتي من خلال المستويات الكفوءة والخبرات المتميزة لطلابنا تعطي نتائج إيجابية في سوق العمل على جميع المستويات.
ولعل الأهم في كل هذه التفاصيل هو اجراءات الوزارة لهذا العام في ضبط اجواء الامتحانات الى حد كبير وتراجع ملحوظ في في النقل والغش.
احدى طالبات الثانوية الفرع العلمي ذكرت كيف انها لم ترهق نفسها بموضة الدروس والملخصات إلا بما يساعدها على ترميم بعض الثغرات التي احتاجتها في بعض المواد.
وبقي اعتمادها الأكبر على الكتاب وهذا ما جعلها مرتاحة لأسئلة الفيزياء التي كانت شاملة ومتقنة من معلومات الكتاب .لكنها لفتت لما قالته لها احدى الزميلات قبل موعد تقديم مادة اللغة الإنكليزية بساعات أن أحد الأساتذة أخبرها وزميلاتها ألا يعتمدن على ما كان يتوقع لهن في المادة مع ذكر عبارة تغيرت الأسئلة.
لذلك ربما تفاجأ الطلاب بالنموذج «ب»والذي تضمن أسئلة غير متوقعة وإن كثيراً منها يأتي لأول مرة..الغاية من سوق هذه المعلومة هي للتأكيد على وجوب تحريض طلابنا على اعتماد الكتاب بنصوصه الشاملة أولا وأخيرا والإطلاع على نماذج أسئلة الدورات السابقة لمعرفة صيغة السؤال ودقة الجواب ما يساعد الطالب على كيفية الحفظ والقراءة والتدقيق..
الامتحان بالنهاية هو سبر حقيقي لقدرات ومعارف اكتسبها طلابنا في مراحلهم الدراسية.
غصون سليمان
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003