سيكون الفشل وحصد المزيد من الأوهام هو ما يملأ جعبة كيان الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته ومسؤوليه في الجولان العربي السوري، وهي الرسالة التي سيجبرون لاحقاً وبوقت ليس ببعيد على فهمها عبر المقاومة التي تتنفس هواء هذه الأرض وهضبتها المحتلة، في ظل حلقات تصعيد العدو المحتل لأوهامه والغوص في مستنقع الهوس والعبث وسعيه لسرقة وتزوير الحقائق، وما إضراب أهالي الجولان المحتل اليوم وإعلانهم عن رفضهم لهذه العدوانية المتفاقمة ولكل المخططات الاستيطانية ومشاريعها، وتمسكهم بهويتهم إلا تأكيد على أن النقاط السورية لا تزال موضوعة على حروفها ولم ولن تحرفها عن بوصلتها الوطنية أو انتزاعها من القلب الأم.
هذا الإرهاب الصهيوني المتلاحق بحق أهالي الجولان المحتل لن ينفع نتنياهو المثقوب الخطوات ولا اتكائه على عكاز ترامب وحماقات غربان الإدارة الأميركية مع فشل جيشه بتمرير مخططاته على سورية والمقاومة بحروب مرت وحروب قائمة، فأهالي الجولان وجيشهم العربي السوري بالمرصاد واثقو الخطوات والعزيمة، ولن يفلح في انتزاع شرعية من اللا شرعية، ولو لوّح بمزيد من العنصرية والسرقة الموصوفة، فهو ومذ قرار ترامب المشؤوم في آذار الماضي بتتبيع الجولان لكيان الاحتلال الصهيوني، ونتنياهو يشعل المزيد من النار في الثقوب التي يفتحها على مصراعيها في الاحتمالات القائمة والقادمة لا محالة.
في المرحلة القادمة لن تنفع التسميات نتنياهو ولا ترامب، ولا كل أنواع العهر العدواني الذي يطلقانه ويمارسانه للتعويض عن خسائرهم وعجزهم الإرهابي في سورية عبر التلاعب بجغرافيا الجولان المحتل، ودس سموم قراراتهم، ومحاولاتهم الاستفزازية الاستباقية هذه بحق أهالي الجولان لن تمر، ومن قراءات الكيان الصهيوني وكشفه لحقيقة مستوى القوة التي يتمتع بها الجيش العربي السوري فإن دود الخوف يبدو متربصاً بجيش المحتل وحالات النخر فيه أودعته حالة الوهن، وإن حاول الالتفاف عليها.
طواحين هواء تلك السياسة التي يتبعها نتنياهو وترامب، كما هي طواحين هواء يحاول أردوغان ونظامه ممارستها شمال سورية، فالعد العكسي لتجفيف الإرهاب الصهيوأميركي ومعه الإرهاب الصهيوتكفيري بدأ، وهم يدركون جيداً مرحلة المتغيرات التي تفرض نفسها، والاستمرار بالاتكاء على العكاز الإرهابي سيكون صفر شمالاًً وغوص في دوائر العبث ووهمه المفتوح.. فالجولان وكل تراب سوري عائد.. والذئاب وإن عوت لا بد مقصية.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003