في صباح صيفي مميز بحرارته التي كانت أشبه بفرن لم يلتهب بعد وهو في بداية فوران نيرانه.. استيقظت الجدة باكراً مع الجد لتؤدي واجباتها اليومية في الأرض و (شك الدخان) .. فالموسم مستعر كما حرارة الصيف.
لم يرق لها أن تخبز على التنور حتى لا تقع بين نيران تنورين… وفي ذلك اليوم كانت (حردانة) من الجد ومع أنها مرهقة طلبت من حفيدها أن يذهب إلى جده ويقول له إذا ما كان يريد منها أن تساعده في (الشك) وبعبارتها الجميلة والنقية (قل لجدك هل يحتاج لمساعدة ).
لم (يكذّب الحفيد خبر) وهرول نحو جده وقال له ما قالت الجدة… فضحك الجد وبان (سنه الذهبي) وخرخر صدره المتخم بـ (الدخان العربي) وقال لحفيده (قل لها أن تأتي و(تشك)) .
كانت الغلبة في جولات الزعل للجد وتنتهي جولة الزعل مهما كانت أسباب الخلاف ببسمة من الجدة أو قهقهة من الجد فالأرواح نقية كنقاء هواء القرية.
كانت الجدة ترى في زوجها ذلك الجبل الشامخ الذي لا تريده أن ينحني أبداً فهو (ساموك البيت) كما كانت تردد على مسامع أحفادها.. وكانت كلماته تبعث في نفسها الرضا على الرغم من بساطتها.
اليوم كل شيء تغير.. اختلفت جارتنا مع زوجها بسبب فواتير الكهرباء والهاتف والماء.. فهي مرتفعة كحرارة أيام الشهر الجاري.
وعلى (الواتس أب) ألقى الزوج اللوم على زوجته في ارتفاع تلك الفواتير… وهي (واقفتلو على نكشه)….. طلقني ياأستاذ… توقف النت… لم تدرِ إذا كانت وصلت الرسالة أم لا..؟
منهل ابراهيم
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003