على مدار أكثر من أسبوع انشغل الأهالي ولا يزالون وطلاب مرحلة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية العامة بكافة فروعها بالامتحانات التي استعدوا لها وتجهزوا وتحضروا دراسياً ونفسياً، حيث لا يخفى على أحد ما تفعله الامتحانات بشكل عام وامتحانات الشهادات بشكل خاص هذه الأيام، إذ يستنفر الطلاب والأهل ويتأهبون لخوض هذا السباق العلمي بكل ما يملكون ومعهم تستعد وتستنفر الجهات التربوية والتعليمية ويتحول الجميع إلى خلايا عمل كل في مكانه وموقعه ومن ضمن هذه المواقع يأتي دور مراقب الامتحانات والكادر التربوي المكلف بالإشراف عليها وعلى حسن سيرها وتأمين الجو المناسب للطلاب بكل ما تعنيه من جوانب ومعايير..!!
هذا الأمر بكل تأكيد يحتاج إلى منظومة عمل تبدأ قبل موعد الامتحانات وتستمر أكثر فاعلية خلالها، وهو بكل تأكيد أيضاً محط اهتمام ورعاية ومتابعة من قبل الجهات المعنية كافة وعلى وجه الخصوص وزارة التربية لكن ذلك لا يكتمل أبداً إلا بمساعدة من الطلاب أنفسهم والأهالي أيضاً ومحور ذلك مراقب الامتحانات الذي تقع عليه المسؤولية المباشرة، حيث إنه على تماس مباشر مع هذه العملية بكل تفاصيلها وتداعياتها، من هنا لا بد أن يتصف بالحكمة والشجاعة والقدرة على استيعاب أي حالة من الحالات التي قد تحدث نتيجة قلق أو خوف أو تشنج وما إلى ذلك إضافة إلى الحالات الطارئة التي قد تستدعي اتخاذ القرار الحاسم والعادل، فكثيراً ما نسمع عن حالات متعددة يسقط خلالها مراقب الامتحانات في فخ الانفعال وردة الفعل أو يتسبب في خلل ما داخل القاعة ظناً منه أن ذلك الفعل من وسائل وأدوات الحفاظ على حسن سير الامتحانات وقد يحدث العكس وتصدر أفعال من بعض الطلاب ربما تعكر صفو جو الامتحانات وهكذا…
أمام هذا الواقع تظهر عقلانية وحكمة القائمين على آلية سير الامتحانات وحنكتهم ومنهم المراقب الذي هو بالأصل صلة الوصل المباشرة الرئيسة بين مكونات وعناصر العملية الامتحانية وقد لاحظنا هذا العام القيام ببعض الإجراءات واتباع بعض الوسائل واعتماد بعض الإرشادات والتوجيهات العملية التي تخدم هذه الحالة وتنزع الفكرة السلبية التي يتقصدها البعض في العلاقة بين المراقب والطالب لتكون أكثر انسجاماً وفهماً تربوياً وتعليمياً لطرفي المعادلة..
قد تحصل بعض الحالات خلال الامتحانات سواء في امتحانات التعليم الأساسي أم الشهادة الثانوية وفروعها الأخرى وهذا أمر طبيعي جداً.. لكن غير الطبيعي أن تأخذ هذه الحالات مسارات وتداعيات أخرى تشوش على الطلاب وعلى الكادر التربوي نفسه ثم هناك مسألة مهمة يتفق عليها الأغلبية الساحقة من الطلاب والأهالي وربما غيرهم تتمثل في قيام بعض المسؤولين بجولات ميدانية إلى مراكز الامتحانات بداعي تفقدها ما يتسبب في إرباك الطلبة وخلق نوع من الخوف والتشنج وإذا كان ولا بد من هذه الجولات فلتكن إلى المراكز خارج نطاق دخول القاعات والاطلاع على الأجواء المحيطة والمرافقة دون ضجيج أو لفت انتباه وهذا هو الهدف والغاية.
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003