تنتشر عدوى تجارة بيع الخبز بين الأطفال على مرأى الجميع، تجار صغار أتقنوا فن الاستجداء والتلاعب بالألفاظ واستعطاف القلوب، لبيع المزيد والربح السريع.
تشوه اجتماعي يفرض نفسه بقوة بمعية الأزمة أيضاً.
تنامي ظاهرة عمالة الأطفال، تحدٍ لبراءة الطفولة وضعف في المسؤولية الجزائية سواء على أصحاب العمل وأولياء الأمور الذين يزجون أبناءهم في سوق العمل مبكراً لإضافة دخل جديد للأسرة، قد تكون الغاية تعوّد المسؤولية وتلقي بعض دروس الحياة التي تصنع منهم أشخاصاً جديرين بها وعلى اختلاف أسباب ومبررات عمل الأطفال فهي مشكلة خطيرة لأنها تستهدف الطفولة.. رأسمالنا وثروتنا الأغلى لحياة أفضل ولمستقبل أجمل.
الحقيقة التربوية أن أبناءنا صناعتنا ومسؤوليتنا الأسرية والمجتمعية واضطراب الإيقاع الطبيعي لحياة الطفل وإرهاق جسده الطري يعرضه لتأثيرات نفسية وسلوكية كثيرة وعندها لا يفيد الأرواح المعطوبة أي مردود مادي أو خبرة حياتية.
مناسبات وأيام عالمية كثيرة تتنافس لتخفيف معاناة الأطفال وحمايتهم من الاستغلال والعنف والفقر والتشرد والجهل، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال والذي صادف في الثاني عشر من هذا الشهر نؤكد أنه مهما بلغ مستوى الجهود الدولية والمحلية لإلغاء هذه الظاهرة لن يكون مجدياً إن لم نخلق ظاهرة بديلة إيجابية.. كتأمين وتفعيل مراكز صيفية للأطفال لشغل أوقات فراغهم بالترفيه والتثقيف والتعليم وإكسابهم مهارات حياتية واكتشاف مواهبهم، ولن نمل التكرار عن لزوم زيادة راتبية هي جزء من العلاج والوقاية والردع لظاهرة عمالة الأطفال.
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009