ملحق ثقافي..د. سلوى الحلو:
إن أردت أن ترى حقيقة الحب، اذهب إلى أقرب عش لعصفورين لم يعرفا صنع الكلام. وإن وددت الصداقة فسر بأمان إلى شجرة، وتعرّف إلى أوراقها التي لا تتغير كتغير لون شجر الزيتون، شجرة الحياة راسخة الجذور، بهية العطاء، ضياؤها البذل والعطاء، من نسغ الكون تنير وتحترق لنبقى أفقاً بهياً.
هذه سجادة أمي.. وهذا معطف أبي.. والمطر ورذاذه يعلنان الحضور بقوة على نافذتي.. وعلى الحائط صورة حفيدي نظراته مازالت ترمقني.
هنا في هذا المكان تهت ما بين لحظتي الماضي والحاضر. فتشت عن نفسي، فما وجدت نفسي.
رأيته في الصباح، عصفور ضامر الجناح، يغني شجناً من اليباس. هدهدته وأنا أشكو له صمتاً في اليباب، فالتقينا والتقى الصوت فينا بباب من أبواب الحياة.
لا تكترث بما سأقول؟
**
مرايا الرحيل
حباتك شطران كرغيف مقسوم. إن تذوقت طراوته في الماضي، فلا تلق بما بقي منه.
فيباسه كان من حاضرٍ وظرفٍ محتوم.
هي الحياة هكذا كأسان من مر وحنظل، وربما نصف آخر من وهم السعادة، فكن ببذل العطاء جديراً، فما العمر إلا سراب الوهم. امض في ربوع الكون نسمة تنثر الخير حكايا، وتروي القصص لتكون مرايا الرحيل.
التاريخ: 2-7 -2019
رقم العدد : 17014