أعطت مهلة جديدة قبل تنفيذ المرحلة الثالثة.. إيران تخفض التزاماتها بالاتفاق النووي: لن نغلق الأبواب الدبلوماسية ولا نعوّل على «اينستكس»
رداً على التصعيد الأميركي وما يرافقه من إجراءات استفزازية، و بعد انقضاء مهلة الستين يوماً التي منحتها إيران للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي للإيفاء بالتزاماتها أعلنت إيران أمس عن بدء المرحلة الثانية من خطتها لخفض بعض تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، وأعطت مهلة 60 يوما جديدة قبل البدء بتنفيذ المرحلة الثالثة التي تشمل خطوات إضافية فيما يخص خفض تعهداتها بحال لم تلتزم الدول الأوروبية بالاتفاق، كما اعتبرت أن جميع الخيارات مطروحة حول مصير الاتفاق النووي، ومع أنها قلصت التزاماتها بهذا الاتفاق، إلا أنها أشارت إلى أن أبواب الدبلوماسية ما زالت مفتوحة.
المرحلة الجديدة تضمنت جملة من القرارات أعلن عنها أمس مسؤولون إيرانيون أهمها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في هذه المرحلة من 67ر3 بالمئة إلى درجات أعلى بعد أن كانت إيران أعلنت في وقت سابق أن مخزونها من اليورانيوم المخصب تجاوز مستوى 300 كيلو غرام إضافة إلى إعادة بناء بعض أجزاء المفاعلات النووية التي تجمدت بموجب الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي عن تطبيق إيران للخطوة الثانية في خفض تعهداتها في إطار الاتفاق النووي وقال: سنبدأ اليوم /أمس/ رسمياً بتجاوز مستوى 3.67 % في تخصيب اليورانيوم، موضحا بالقول: قرارنا اليوم يصبّ في مصلحة الحفاظ على الاتفاق النووي ولسنا ملزمين بالبقاء فيه.
وجاء الإعلان عن القرارات الجديدة في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي.
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عباس كمالوندي أعلن بدوره أن طهران أبلغت ممثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران بشروعها في تخصيب اليورانيوم إلى أعلى من 3.67%.
ومن جهته قال عراقجي في المؤتمر الصحفي: سنبعث برسالة للاتحاد الأوروبي بأننا سنخفض التزاماتنا وهي خطوة تهدف إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مشيرا إلى أن إيران نفذت الاتفاق النووي بحسن نية والتزمت به لأكثر من عام بعد انسحاب واشنطن، معتبرا الإجراءات الجديدة حق مشروع لبلاده بعدما نفذ صبرها الاستراتيجي.
وذكر عراقجي أن بلاده أعطت فرصة للالتزام بالاتفاق النووي وتخفيض التزاماتها لا يعني الخروج من الاتفاق، مشيرا إلى أن طريق الدبلوماسية مازال مفتوحا وربما تكون هناك أفكار فيما يخص بيع النفط واستعادة أمواله.
كما أعلن أن إيران ستقدم مهلة ستين يوما أخرى للحفاظ على الاتفاق النووي وإيجاد حلول، مضيفا: إذا لم يتمكن الأوروبيون من تلبية مطالب إيران فسنستمر في خفض التزاماتنا بالاتفاق النووي خطوة تلو أخرى، مشيرا إلى أن بلاده ستقدم شكوى بشأن الخطوات التي أقدمت عليها أميركا بعد انسحابها من الاتفاق النووي.
ومع ذلك أعلن عراقجي أن: انسحاب إيران من الاتفاق النووي مطروح في حال لم تف بقية الأطراف بالتزاماتها، مشيرا إلى أن إيران لا تعلق آمالا على نظام «اينستكس» للالتفاف على العقوبات الأميركية، أو على أي دولة أخرى لكنها ستستفيد من أي فرصة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لم تغلق الطريق الدبلوماسية أمام أوروبا، وأن اللقاءات الدبلوماسية العلنية وغير العلنية والاتصالات مع أوروبا ستتواصل.
وأعلن عراقجي أن بلاده ستتروّى في تنشيط مفاعل أراك بعد تلقيها وعودا من الأطراف الأوروبية بتنفيذ التزاماتها.
في الأثناء أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده تحتفظ بحقها في الاستمرار بممارسة سبل الإنصاف القانونية عبر خفض التزاماتها ضمن خطة العمل المشتركة «الاتفاق النووي» لحماية مصالحها في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأميركي.
وأكد ظريف في تغريدة له على موقع تويتر أن جميع الإجراءات التي اتخذتها إيران لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي لعام 2015 كان يمكن أن تتبدل لو أوفى الموقعون الأوروبيون على الاتفاقية بالتزاماتهم، موضحا أن الدول الأوروبية ليس لديها ذرائع لتجنب اتخاذ موقف سياسي لحماية خطة العمل المشتركة ومواجهة الأحادية الأميركية.
وأشار ظريف إلى أنه على الدول الأوروبية دعم سياسات إيران دون أي ذرائع وتعويضها بموجب البند الـ 36 من الاتفاق النووي.
وفي ردود الأفعال الدولية على الخطوة الإيرانية الجديدة أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن مطالب إيران بالحفاظ على الاتفاق لها ما يبررها معتبراً أن مسؤولية الحفاظ على هذا الاتفاق تقع على عاتق الولايات المتحدة.
ترامب لم يقف عند حد ضرب الاتفاق النووي مع إيران بعرض الحائط متجاهلاً الترحيب الدولي الذي حصل لدى التوصل إليه بل اتخذ الكثير من القرارات المخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
إلى ذلك أعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه إزاء إعلان إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، داعيا طهران إلى عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها تقويض الالتزام بالاتفاق النووي.
وقالت متحدثة باسم السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي مايا كوتشيانتيتس لوكالة «سبوتنيك»: نعرب عن قلقنا العميق إزاء الإعلان الإيراني ببدء رفع مستوى تخصيب اليورانيوم لأعلى من 3.67 بالمئة، المنصوص عليها في خطة العمل المشتركة.
وفي باريس أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قرار طهران تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.6%، وسبق ماكرون الجميع في التعليق على الإجراء الإيراني الجديد، ووصفه بأنه «انتهاك» للاتفاق الموقع عام 2015، متجاهلا بأن عدم تنفيذ بلاده لتعهداتها بموجب الاتفاق هو أحد الأسباب الرئيسية لاتخاذ طهران تلك الخطوة.
وفي لندن ادعت المملكة المتحدة أنها لا تزال ملتزمة بالكامل بالصفقة النووية، محملة إيران المسؤولية، ودعتها إلى أن توقف فورا كافة الأنشطة المناقضة لالتزاماتها، وتتجاهل بريطانيا أيضا أنها تشكل مع الولايات المتحدة رأس الحربة في التصعيد المستمر ضد إيران، وآخر هذا التصعيد كانت عملية القرصنة البحرية لإحدى ناقلات النفط الإيرانية.
وفي برلين زعمت ألمانيا أنها على اتصال مع المشاركين الأوروبيين الآخرين في الاتفاق النووي لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018