التابع القطري الصغير

 

قالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالفم الملآن: (نحمد الله أن ذلك كان في الغالب من أموالكم وليس من أموالنا)، ثم استطرد ضاحكاً بل ساخراً: في الواقع نقول: (كلها كانت من أموالكم).
هذا ما تحدث فيه المستثمر الأميركي إلى تميم بن حمد آل ثاني متزعم مشيخة قطر خلال مأدبة عشاء أقامها وزير ماليته ستيفن منوتشين، وذلك فيما يخص توسيع قاعدة العيديد الأميركية، والتي يبتز من خلالها حكام الولايات المتحدة تلك المحمية بشكل دائم، لأنهم يعدّونها مصدراً مهماً لخزينتهم، وسوقاً مهماً لتصريف منتجات السلاح التي تضخها مصانعهم التي يتم تمويلها أيضاً من خزائن قطر وجاراتها، والتي تعتبرها واشنطن الضرع الرطب الذي لا يجف أو ينضب.
ترامب أخطأ بأمر واحد فقط عندما قال: ما تقدمه قطر من دعم للاستثمارات الكبيرة لم يره الناس منذ فترة طويلة، وهذا يجانب الحقيقة، لأن ما تقدمه المشيخة لواشنطن يفوق حديث ترامب والأرقام التي قد يعلن عنها في الحاضر أم في المستقبل القريب، وهذا معلوم للمبتدئين في السياسة ومتتبعي الأخبار، حيث من المعلوم أن أموال بعض حكام الخليج تذهب إلى الغرب ثمناً لبقائهم في السلطة، ولأميركا النصيب الأكبر طبعاً، بينما الفتات لأوروبا مقابل السكوت عن سياسة البيت الأبيض المتلونة.
والرئيس الأميركي نافق حين قال لتميم: لقد كنت حليفاً كبيراً لنا، لأن الأخير ليس حليفاً، بل وكيلاً أو تابعاً صغيراً، ينفذ ما يؤمر به، لكون توسيع القاعدة سوف يتم رغماً عنه حتى لو أتى على المشيخة كاملة، ليأتي فيما بعد التمويل الإلزامي، والدفع بالتي هي أحسن.
فالثماني مليارات دولار الجديدة التي دفعت لتوسيع(العيديد)، وما دُفع قبلها من أموال القطريين، كان من الأجدى أن تُسخّر لتعزيز العلاقات البينية مع الدول العربية، بهدف إقامة مشاريع واستثمارات تعود بالفائدة على شعوبها، عندها لا أميركا ولا القارة العجوز ولا إسرائيل تكون قادرة على خرق تلك العلاقات، لكن في الحقيقة ذهب أضعاف ذلك المبلغ للإرهابيين وأميركا لتدمير سورية واليمن وليبيا والعراق وغيرها، وسقطت الشعوب ضحية التآمر القطري السعودي وغيره.
ما قدمته بعض ممالك ومشيخات الخليج الأعرابية من خدمات مجانية لإسرائيل وأميركا ودول الغرب الاستعماري خلال سنوات، ما كانت تلك الأطراف لتحصل عليه في عقود، لكن وجود تلك الطغمة الحاكمة في مراكز القرار سهّل الأمر عليها أكثر مما تعتقد هي أو نظن نحن.

 

حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...