ينشغل العالم بالنيران المشتعلة في منطقتنا العربية، بل منطقة الشرق الأوسط حيث تضعها الولايات المتحدة الأميركية، في رزمة واحدة، خاصة عندما تمارس طغيانها في الحصار الاقتصادي، سبيلاً لإركاع شعوب المنطقة لإرادتها، كما دويلات الخليج.
لو وضعنا ما يحدث في الساحة على لوحة بيانية كيف ستكون خطوطها.. في سورية يتعالى الخط البياني، في تطهير مساحات أرضها من سيطرة الإرهابيين المدعومين من دول التحالف الأميركي بالطيران والإعلام والسلاح الثقيل والمقاتلين الأجانب.
هبوط الخط البياني في الوجود الأميركي على الأرض السورية بعد إعلان ترامب سحب قواته وفشله في محاولة زج القوات الألمانية بديلاً منها، وتوريطها في دفع الثمن البشري بدلاً عنها.
تصاعد الخط الأميركي في دعم العدو التاريخي الصهيوني المحتل لفلسطين.. بإعلان القدس ثم الجولان، وإعلان صفقة القرن، وإقامة ورشة المنامة، لتعزيز التطبيع الخفي مع الكيان الصهيوني، وإماطة اللثام عنه ليصبح واقعاً وأمراً معلناً مفروضاً.
الضغط على إيران بنظر أميركا يتصاعد بيانياً، منذ الانسحاب من الاتفاق النووي، لكنه انحدر بعد رفض إيران دعوة ترامب للتفاوض بشروطه، ما أحدث إرباكاً في السياسة الأميركية الداخلية.
زيادة وسائل الحصار الاقتصادي على إيران، والضغط على الاتحاد الأوروبي، في ممارسة تصعيده، يجعل الخط البياني الأميركي يتصاعد بظنها، لكنه يهوي عبر الرد الإيراني في إصابة طائرة التجسس العملاقة الأكثر دقة في السلاح الأميركي.
أما احتجار ناقلة النفط العملاقة من قبل بريطانيا في مضيق جبل طارق، فتعتبره أميركا رداً، بعيداً عن الرد العسكري الذي تراجع عنه ترامب قبل دقائق من تنفيذه.
بينما يتصاعد الخط البياني الإيراني بعد تراجعها عن الالتزام بحدود تخصيب اليورانيوم.
محاولة الضغط على إيران لم تجد نفعاً رغم تنوع أساليب أميركا بتجميد أثمان النفط الإيراني المباع لأوروبا ودول أخرى.
وكل ما تمارسه أميركا ووسائل ضغطها، يصب في بؤرة الكيان الصهيوني، ليزيد من غطرسته، وهذا ما صرح به جون بولتون بأن الإدارة الأميركية الحالية قدمت من الدعم غير المسبوق للكيان ما يؤمن متطلبات نتنياهو.
القتال العنصري داخل الكيان الصهيوني، يخلط أوراق نتنياهو ويهوي بخطه البياني بعد فشله في تشكيل الحكومة وهو المقبل على انتخابات في أيلول المقبل، لذا يحاول إظهار قوته أمام الشارع الصهيوني.
الخط البياني التركي يهبط في الداخل بعد خسارة حزب العدالة والتنمية انتخابات إسطنبول وبدء الترنح داخله باستقالة علي بابا جان وتفكك أعضاء الحزب، واعتقال مئتي عسكري من رتب مختلفة، وقلق أوروبا بعد إعلان التنقيب عن النفط في مياه قبرص.
اللوحة البيانية تنحدر فيها خطوط الدول المعتدية، فهذه السعودية تخسر في اليمن والإمارات تعلن انسحاب قواتها من الحرب على اليمن، أما الخط الإيجابي التصاعدي فترسمه القوى الفلسطينية في توحدها مع بعضها بعضاً ومع أبناء الداخل ضد صفقة القرن.
كل الخطوط تنتهي لمصلحة سورية واليمن والقضية الفلسطينية لأنهم أصحاب حق.
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021