خــــارج الحســـــابات

حينما نبدأ بحساب الوقت والزمن لأشياء تمرّ دون أن نشعر بها يبدأ الصراع الداخلي يبعثر خيالاتنا لأمور لم تكن في الحسبان فكانت … !
ولأمور كانت مع تصورنا الدقيق فأتت النتائج مبشرة بوعودها ومستقبلها .
فليس من السهل أبداً أن تبدل الأمكنة ,أو أن تحصى الأعداد بلا تراتبية .
وليس من المعقول أن تستعيد الأشياء شكلها الأول بعد أن تمرّ فترة زمنية معينة ..ولا يمكن ترك السعادة التي نعيشها ونستلذ بطعمها ونغوص في بحار من الظلم والقهر..
فالعيش في الحرمان صعب, ولا سعادة يعقبها حرمان ، وكم من الأشخاص تمنى أن يعيش في الظلام دائماً ,بدلاً من أن يرى النور ويعود بعدها للعتمة..؟!وكم من الأحلام التي ذهبت أدراج الرياح عندما تعلقت بأشخاص هم بالأصل خارج الحسابات أو خارج الزمن . ؟!
وأضحوا أناساً يبعثرون كل شيء من أجل أن تعيش أحلامهم الخلّبية غير آبهين بالنتائج , قد يصارعهم الضمير وقد لا يأبه لمن هم في الحسبان .. فأبدلهم القدر بأشخاص كانوا دوماً خارج حساباتنا المعهودة ..وأضحوا عوناً .. وحياة ..
عناوين كثيرة يحصدها الزمن لقلوب غلفتها الكرامة عن السؤال والطلب .. وعن المسألة هنا وهناك ..عمن يكونون بعيدين أشد البعد عن الساحات وعن الزمن ..
تتلاشى أحزانهم بكلمة حب , ربما من تغريدة عصفور.. أو من عطر ورد لا يعيش سوى لبضعة أيام ..
هم في الأصل أشخاص مسيرتهم في العطاء….ولغتهم في الحب تعطر الأمكنة. هم الذين يستحقون منا أجمل ما في الحياة. .كل حالات البعد عن أحوالهم كانت هوامش.. وكل ساعات لقاءات عطاءاتهم هي العمر… فمن الجميل أن يكون لدينا اشخاص بيننا نقاشات وعتاب ومشادات..لكن بقلوب خارج الحسابات..
فبعد سنين من الأزمة التي لامست بهمها الجميع .. لم يعد للكلام بقية .. بل أصبح للبقية كلام ولكن خارج الحسابات ..
فإلى خارج الزمن ترجّلت هموم وآلام بالجملة اختصرها صبر من هم لا حول لهم ولا قوة ..
ما بين أشلاء التعب والجروح النازفة والحرقة بعودة الزمن وعودة الطبيعة بعفويتها وعنفوانها التي لم يبتعد عنها حصار الألم والغلاء في كل المفاصل ..
فعلت قهقهة الدولار في قلوب التجار .. واحتضنتها أيدٍ تعرف اجتياز الطريق واستغلال الحال فكان ما كان ..
وتشتت الحال ما بين الحياة أو الموت البطيء جراء واقع بعثر كل الظروف الاجتماعية , الاقتصادية .. وغيرها..
ارتفاع غير مسبوق لأسعار الصرف التي باتت تشكل هوة كبيرة ما بين الحال المعيشية وما بين حال مفروض لا مهرب من حساباته .. ومن حساب تبعاته وأهوائه ..
فغدت الأحداث متراقصة .. و استلم القدر مرة حسابات طارئة كالمرض المفاجئ الذي وضع أصحابه في مرمى لا نهاية له من حسابات معنوية ومادية معاً ..
حتى تراخت ظلال الشفاء تارة .. ووقعت خيبات الموت في قلب ذكريات من كان ..
أشياء كثيرة تتباعد خارج الحسابات قد تكون قدرية ولكن في جعبتها تحمل الكثير من العواقب والظروف المفروضة على واقع مبعثر الأجزاء ..
ويبقى السؤال الأهم لمفاصل كثيرة في الحياة .
لما لا يحسب الفقير حدوداً لمحبته وإلى أقصى اليمين بينما يتفاخر الطرف الآخر بحدود حساباته التي باتت تتمختر إلى أقصى اليسار ..
هي الحسابات بالمنطق لا بدّ وأن تشكل جزءاً مهمّاً في الحياة عند الحساب لفوضى بعثرت كل شيء وبلا حساب ..

بشرى حاج معلا
التاريخ: الجمعة 12-7-2019
الرقم: 17022

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها