التربية الاعلامية موضوع يعد غاية في الاهمية في عمل الاعلام بمختلف انواعه في الوقت الحاضر لها مبادئها ومنطلقاتها وأهدافها وضرورات عدة تحتم العمل وفق هذا المفهوم واستراتيجيات عمل لابد من الالمام بها وبكيفية التعامل معها حين توجيه الرسائل الاعلامية لجمهور اصبح لديه الكثير من الوعي ولابد من اخذه بعين الاعتبار لإعطاء أفضل النتائج والمخرجات من عمل الاعلام بشكل عام .
اولويات عمل
فتحت عنوان عريض حول التربية الاعلامية اقامت وزارة الاعلام بالتعاون مع مكتب اليونسكو بباريس واللجنة الوطنية السورية لليونسكو ضمن مشروع المساهمة الورشة التدريبية الاعلامية بمشاركة عدد من الاعلاميين من مختلف الوسائل الاعلامية بما فيها المسموع والمرئي والمطبوع ومن الاعلام العام والخاص.
وبين عمار الغزالي مدير الاعلام التنموي في وزارة الاعلام اهمية الورشة التدريبية للإعلاميين حول التربية الاعلامية والتي تركز في اهدافها حول تدريب الاعلاميين لبناء قدراتهم حول كل مايتعلق بمفاهيم التربية الاعلامية بما يمكنهم من كيفية التعامل مع هذا الموضوع وتعريف الناس على هذا المصطلح حيث ان التربية الاعلامية باتت من الاولويات لدى منظمة اليونسكو لجعل الطفل يتمكن من معرفة اختيار القناة الصحيحة وتمييز الصور المفبركة.
وحتى يستطيع الاعلامي ويتمكن من تقديم هذه الرسالة لابد من ان يكون ملما بتفاصيل هذا الموضوع وتقديمه بالطريقة المناسبة للجمهور. وضمن هذا المشروع لوزارة الاعلام وخططها التدريبية ستقيم ورشتي عمل مماثلتين لهذه الورشة لاحقا في محافظتي طرطوس وحلب.
وقدمت خلال الورشة العديد من المحاضرات ونفذت مختلف التدريبات العملية حول محاور عمل الورشة المختلفة.
مواضيع عمل
الدكتورة نهلة عيسى حاضرت في الورشة حول تحليل الصورة الاعلامية من مفهوم التربية الاعلامية والخصوصية الاعلامية والخصوصية الفردية وتحدثت حول موضوع تنمية الفكر النقدي واكتشاف الحقيقة في القضايا الساخنة واهمية عملية بناء النص وبأن الحيادية والموضوعية تترجم بمنح الاخرين فرصة الاعلان عن الاراء حول الموضوع المحدد اضافة لتوضيح مهارات التفكير من اساسية وعليا والتفكير الناقد هو التمهل في اعطاء الاحكام لحين التحقق من الامر اضافة الى خصائص المفكر الناقد وهو ان يكون ملما بالموضوع وليس متطفلا يتدخل في كل شيء ويفصل العاطفي عن المنطقي ويتعامل مع المعقد بمنطقية وعلى صلة بجوهر المعلومات ولا يتمسك بموقف ثابت ،كما أن التفنيد هو اظهار اماكن الخلل في الروايات المحكمة واهم وظائف الاعلام بناء رواية بناء على تفنيد رواية أخرى.
وشرحت الدكتورة عيسى مناهج تحليل الصورة والقوانين الناظمة للتحليل الاعلامي فلكل شيء حقيقة واقعية وأخرى مجازية ويجب التفريق في تحليل الصورة بين الايقون والرمز والعلامة فهذه تجليات ثلاث رئيسية للصورة وجزء كبير من الصورة مرتبط معناها بعملية التلقي وهناك اربعة انواع لتحليل الصورة ، اضافة لعرض العديد من التدريبات العملية حول تحليل النصوص الاعلامية وتأطيرها وتحليل الصورة وتحليل النص في الاعلام.
تطور المفاهيم
وقدم الدكتور عربي المصري في الورشة وعبر جلسات العديد من المحاور حول موضوع التربية الاعلامية بما في ذلك مفهوم التربية الاعلامية وتطور استخداماتها التاريخية واهميتها وضروراتها ومبادئ التربية الاعلامية ومنطلقاتها وأهدافها مؤكدا اهمية التربية الاعلامية وتطور مفاهيمها كونها فن التعامل مع وسائل الاعلام.
وعرض الدكتور المصري عددا من التجارب الدولية حول موضوع التربية الاعلامية واستراتيجيات ومهارات التربية الاعلامية لكل نوع صحفي من الاعلان والأخبار والدراما والتقارير والتحقيقات والحوارات اضافة لتدريبات عملية على اكتساب مهارات التربية الاعلامية والصورة النمطية وتدريباتهما.
وأوضح الدكتور المصري اهمية الورشة التدريبية للإعلاميين وأهمية ان يتعلم الصحفي المهارات الاساسية التي يجب ان يتعامل بها والرسائل الاعلامية التي يجب ان يصنعها كصحفي نوعي يفرض عليه احترام عقل جمهوره ومراعاة مصالحه وكيفية تعليمه التفكير الناقد والتضليل الاعلامي وأساسيات خلق الصورة الذهنية وكل ما يمارسه الاعلام من ادوار في المجتمع حتى يستطيع ان يخلق رسالة تناسب الجمهور وسياسته الاعلامية في الوقت نفسه، لكن تحترم هذا الجمهور الذي اصبح لديه من الوعي والخبرة بحجم مايوجد من وسائل اعلام محيطة به.
وحينما تصنع الرسالة الاعلامية يجب ان يدرك الصحفي أنه يرسلها لجمهور أذكى منه وقادر على كشف نياته وكل اهدافه وبالتالي اذا وقع في المحظور أصبح غير موثوق به واليوم المصداقية تبنى في سنين وتهدم في لحظة،والجمهور قادر ان يكتشف الصحفي ومصداقيته ،فيجب على الصحفي حين يعد الرسالة الاعلامية ان يضع في الاعتبار هذا الجمهور الذكي لكي يعد له رسالة أذكى وأكثر كفاءة مما اعتاد ان يفعل.
الحرب الإعلامية
وحول موضوع الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بين سليم عنيد محاضر في الورشة ان الحرب التي نخوضها اليوم هي الاعلامية بالدرجة الاولى وانتقلت الى الجيل الرابع من الحروب عبر الانترنت قبل ان تكون حرب اعلام تقليدي وأوضح مثال ما حدث في بداية الحرب على سورية من قصص اثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ,ودور الاعلام الالكتروني مهم جدا في التصدي لهذه الحرب خاصة ان الحرب لاتزال مستمرة والمسؤولية كبيرة جدا ,كما أن الاعلام الجديد هو من أهم النواقل للرسالة الإعلامية، فالمعادلة الاعلامية هي رسالة ومرسل ومستقبل ووسيلة واتصال ورجع صدى ,ومن المهم في موضوع التعامل مع مواقع التواصل لابد من تربية السوريين اعلاميا ومعرفة كيفية التعامل مع الاعلام الالكتروني بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص وحماية الحسابات حيث تنقسم التربية الاعلامية الالكترونية لشقين هما: الاعلاميون، ومستخدمو وسائل الاعلام الالكتروني.
وشرح عنيد كيفية انتقاء مواد من الانترنت من موسيقا او فيديو ضمن قوانين حقوق الملكية الرقمية وكيفية التحقق من المواد المنشورة على مواقع التواصل مع توضيح لذلك عبر الامثلة والتدريبات المتعددة حول ذلك.
مع المشاركين
زياد الخوري اعلامي في التربوية السورية أوضح اهمية الدورة والمواضيع التي طرحتها ففي عصر المعلومات والثورة التقنية كان لابد للعاملين في مجال الاعلام والجمهور على حد سواء أن يرتقوا بمستوى عملهم وأدائهم وعلى هذا الاساس أصبح الاعلاميون ينظرون للجمهور ليس كالاسفنجة تمتص كل ما يرسلونه بل يتعاملون مع هذا الجمهور على أنه جمهور واع يملك حسا نقديا انتقائيا يجعله يميز في هذا الكم الهائل من الرسائل الغث والسمين وبين التضليل والحقيقة ,ومن هنا تأتي أهمية مفهوم التربية الاعلامية في سبيل الارتقاء بوعي الجمهور من حالة التلقي فقط الى حالة التفاعل.
ولفت الخوري لضرورة مواصلة اقامة مثل هذه الورشات التدريبية التي تقوم بها وزارة الاعلام كونها تغني وتضيف الكثير من المفاهيم وترتقي بالإحساس النقدي والسوية المهنية لدى الاعلاميين.
ايمان مارديني اعلامية من اذاعة دمشق أكدت على الغنى الكبير لمواضيع الورشة التدريبية حول التربية الاعلامية والتي تضمنت العديد من المحاضرات حول مبادئ التربية الاعلامية ومنطلقاتها واستراتيجيات مهارات التربية الاعلامية لكل نوع صحفي والتعلم على اكتساب المهارات إضافة إلى مهارات التفكير الناقد وتحليل النص الاعلامي وطرح موضوع التواصل الاجتماعي والإعلام الالكتروني وغير ذلك من المحاور الهامة التي تغني معارف الاعلامي في مختلف وسائل الاعلام مطبوعة او مسموعة او مرئية.
خليل صوان اعلامي من الاعلام الخاص من اذاعة فرح بين ان الاعلامي يبقى دائما بحاجة للمعرفة اكثر وأكثر في مجال عمله ويسعى باستمرار لإغناء معارفه وخبراته و موضوع الدورة التدريبية حول مفهوم التربية الاعلامية يعد غاية في الأهمية في الوقت الحاضر عبر التعرف على العديد من المفاهيم التي تتعلق بهذا المجال إضافة لاكتساب الخبرات والمعارف من خلال المحاضرات التي قدمها المحاضرون المختصون للمشاركين في الورشة من اعلاميين من القطاع العام والخاص ,وهنا تبرز اهمية هذه الورشات في تفعيل موضوع الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص وتحقيق الاهداف المطلوبة من هذه الشراكة نحو نتائج اكثر ايجابية في مجال العمل الاعلامي بشكل عام.
واستمرت الورشة ثلاثة ايام وناقشت العديد من المحاور حول مهارات التفكير الناقد كأحد اسس التربية الاعلامية وتحليل النص الاعلامي والصورة الاعلامية من مفهومها والتربية الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والتربية الاعلامية الرقمية وتطبيقاتها.
مريم ابراهيم
التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027