الدواء من حيث مادته الفعالة يمكن أن يُنتج عبر شركات مختلفة ومتفاوتة في الإمكانيات والجودة.. والتمييز بينهم عملية تخضع لكثير من الأمور الفنية ولتفاصيل عديدة، وعلى الصيدلاني الإلمام بتفاصيل جودة تصنيع الأدوية ومناسبتها للأمراض والمرضى بقصد الشفاء وتحسن الحالة الصحية، بعيداً عن الأمور المادية وما تحققه من أرباح.
ولعل المهن الطبية الهادفة إلى خدمة المريض وتوفير أجود العلاج بأيسر وسيلة وأنسب تكلفة، من أهم مراحل ومتطلبات صحة الإنسان، لجهة تأثير الدواء على صحة المريض وتعافيه وتحسن الحالة الصحية.
واللافت أن الدواء المثيل أو البديل أصبح الأكثر تداولًا في الأسواق وخاصة في ظل غياب أصناف عديدة من بعض الصيدليات، وهو مصنوع من مادة علمية مختلفة عن المادة الأصلية يشبه الأصلي في أمور ويختلف عنه في أمور أخرى، وهنا يجب استشارة الطبيب قبل أخذ هذا الدواء بديل المطلوب، فهناك بعض الأدوية يختلف تأثيرها من شخص لآخر، كما يجب شرح الحالة المرضية للصيدلاني لتناسب الأدوية معها.
مرات عدة نذهب إلى الصيدلية وعند صرف الوصفة الطبية نجد عدم توافر الدواء، ويبادر الصيدلاني بإعطائنا دواء آخر بديلاً من المطلوب، وكم مرة صُرفت الوصفة وكان الدواء ليس الموصوف في الصفة، وذلك باجتهاد من الصيدلاني أو عدم قدرته على تحديد الدواء ودرايته بتأثير الأدوية على الحالة التي وصف من أجلها، وهنا تكثر هذه الحالة بوجود من ينوب عن الصيدلاني، ولهذه الحالة مخاطر عدة مع وجود بعض الحالات الخاصة التي قد تتأثر باختلاف بعض المواد التكميلية في الدواء.
وفي ضوء إنتاج بعض الشركات أدوية مكافئة بجودة منخفضة وضعف الرقابة عليها إضافة إلى وجود أدوية في بعض الصيدليات بطرق غير نظامية.. لا بد من بذل الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة الصحة جهود حثيثة في مراقبة الجودة والنوعية للأدوية (البديلة وغيرها) بوسائلها المختلفة والمتعددة، والعمل على تطبيق معايير الجودة في الحقل الصيدلاني.
ولكن هذا بالطبع ليس معناه أن جميع الأدوية المثيلة أو البديلة خطرة على صحة المريض، فالكثير من الأدوية المكافئة تمر بعدد من الاختبارات لتصبح مكافئاً علاجياً وهذه بخلاف الاختبارات التي مر بها الدواء الأصلي والمادة الفعالة للدواء، ولاسيما أن هناك بعض الأدوية التي لا يوجد خطورة في صرف مثيلها كالفيتامينات والمسكنات والمضادات الحيوية.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037