ميزان الذهب..!

 

 

 

 

 

لا يمكن قياس الأداء المؤسساتي اليوم في ضوء الظروف الصعبة بميزان تنفيذ الخطط والبرامج أو تحقيق أرباح أو حتى الاستمرار بالحياة لجهة الحفاظ على المؤسسة ومحتوياتها وحمايتها من النهب والتخريب فقد تبدلت أحوال القطاعات كلها.. منها ما تعرض للسرقة ومنها لا يزال في مكانه لكنه خارج الخدمة ورغم ذلك وقائع الحياة بكل أشكالها مستمرة.
ثمة وقائع واضحة لحالة التماسك الاجتماعي التي جمعت أبناء الوطن فكان الوفاء للوطن متأصلاً في قلوب السوريين جداراً منيعاً يصعب اختراقه.. وكان ثمة سباق باتجاه المبادرة لحماية الوطن وأبناء الوطن من تداعيات المؤامرة ولذلك ثمة مسألة تبدو اليوم في غاية الأهمية ومن أولويات العمل في سياق البناء على ما تحقق من صمود وانتصار سواء في الحسكة أم غيرها من المحافظات على امتداد مساحة الوطن من خلال الحفاظ على نقاط القوة في أي إنجاز وتعزيزها وتقويتها والاستفادة من الدروس أيضاً في تجاوز نقاط الضعف إن وجدت.
من هنا تأتي أهمية القضايا التي تحتاج منا إلى التأمل والاستفادة مما حدث لتقوية وتعزيز إرادة التحدي التي كانت السلاح الأقوى في مواجهة هذا الاستهداف وقد أثبتت دروس التاريخ أن أقوى أسلحة الانتصار هو سلاح الإرادة وروح التفاؤل المقرونة بالعلم والعمل لأنها تحول كل الأشياء إلى كائنات حية تعمل وتنجز في كل زمان وتحت كل الظروف ولا سيما أن الوقائع أكدت أن المواطن كان شريكاً في تحقيق الانتصار على الإرهابيين من خلال الإدراك لدوره الفاعل وتجسيده لمفهوم المواطنة حيث هناك واجبات على المواطن أولها أن يتخلص من ثقافة اللامسؤولية وأن المواطن الفاعل هو الشريك في تحمل مسؤولياته تجاه الوطن ومن الواجب عليه أن يشارك بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانضمام الطوعي لممارسة دوره والولاء والوفاء للوطن.
من هنا تأتي أهمية تعزيز مثل هذه القيم عبر إعادة تشكيل الوعي الوطني واعتماد خطة وطنية تتجاوب مع تحديات الأزمة ومفرزاتها وتتصدى لمحاولات إنتاج وترويج انتماءات جزئية مقابل الهوية الوطنية الواحدة والتركيز على دور الأسرة مروراً بالمؤسسات التربوية والدينية والثقافية لأن للأسرة والمدرسة والمجتمع دوراً مهماً في بناء الوعي لدى أفراد المجتمع وخاصة الأطفال والشباب لتكوين رؤية تربوية ناضجة للتمييز بين السلبي والإيجابي والمفيد والضار وتعزيز الثقة بالذات وصولاً إلى البناء على كل نقاط القوة من خلال تحمل المسؤولية وتجسيدها فعلياً والتخلص من التنظير لدى البعض ولا سيما ممن يعتقدون أنهم دائماً في موقع تقديم الدروس كي يحفظها ويطبقها غيرهم وكأنهم الأستاذ والقدوة في كل زمان ومكان أما غيرهم يبقون طلاباً في مدرستهم مهما كبر عمرهم وزادت معارفهم في حين أن الأمر يتطلب الفهم المشترك من الجميع أن مسؤولية البناء وتعزيز نقاط القوة مسؤولية الجميع وبذلك يمكن قياس الأمور بميزان الذهب وتعزيز كل أشكال الانتصارات التي حققها الشعب السوري.

 

يونس خلف

التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة