بدأ الحراك الرسمي استعداداً لموسم الحمضيات القادم، كما بدأ القلق يتسلل إلى نفوس المزارعين خوفاً من تكرار مصير المواسم في السنوات السابقة.
كل عام تتقدم الوعود على وعود الأعوام السابقة، ولكن كل المواسم تشابهت في النهايات والمصير، فالكميات المسوقة محدودة ولم تتجاوز نسب متواضعة من الإنتاج، تحمّلت الأزمة سبب عدم تسويق الحمضيات وهي بالمطلق غير بريئة من ذلك وتتحمل جزءاً من المسؤولية ، وتم تحميل مسألة النقل الجزء الأخر من عدم تسويق الحمضيات، ولكن الوعود بحل المسألتين كان مصيرها كمصير معمل العصائر.
مشكلة تصدير الحمضيات هي في عقلية التعاطي والارتجالية في التعاطي مع الموضوع، فالأمر لا يُحلّ بالوعود وإنما يحتاج لعمل مدروس، ولا يتم قبل الموسم بشهر أو شهرين، فالأمر يحتاج إلى معرفة طلبات ومتطلبات الأسواق الخارجية من حيث الكميات، النوعية، مخابر التحليل، نسبة الأثر المتبقي للأسمدة والمبيدات وشهادات الجودة من نوع محدد، هذه الأمور تتطلب العمل مع المزارعين في حقولهم لإنتاج نوعيات بمواصفات وشروط صحية وبيئية محددة، حيث تحدد المبيدات والأسمدة وكمياتها وبعد أن ننتهي من هذا الشق نذهب للحديث عن المعاناة الأخرى كالتوضيب والتشميع والنقل والتي تعتبر ثانوية أمام موضوع النوعية ونتائج التحاليل المخبرية، وقد حدث أن أتت وفود للإطلاع على الإنتاج السوري ولكنها وجدته غير مطابق لمواصفاتها المطلوبة، ولا يعني هذا أن مواصفات الحمضيات غير جيدة ولكنها غير مطابقة لمواصفاتهم.
تصدير الحمضيات يبدأ من المزارع، وهناك شركات متخصصة تُشرف على البساتين وتتابع عمليات المكافحة والتسميد لتصل إلى المواصفة المطلوبة، وعندما تتحقق المواصفة تزول كل عقبات النقل والتوضيب والتشميع، ودليل ذلك وصول شحنات إلى بعض الدول ولكن هذه الدول رفضت دخولها إلى أسواقها لمخالفتها للمواصفة المطلوبة.
تختلف معايير ومواصفات السلع المطلوبة بين بلد وآخر كاختلاف عادات الاستهلاك، وعندما نريد الدخول إلى أسواق الآخرين يجب أن ننتج بمواصفاتهم لا بتقاليدنا وعاداتنا.
معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037