يجتهد الآباء لتعليم أبناءهم ثقافة الاعتذار، ويقرنون الصفح وتخفيف العقوبة عن تصرفات وألفاظ غير لائقة بالاعتذار..أدباً وتواضعاً ..شجاعة وقوة ..بلسماً وفضيلة ،ولا يجدي الاعتذار خوفاً وبناء على خشية من سلطة أو رفعاً للعتب، وهل يجدي لو اعتذر نيرون عن حرقه لروما بالأزمنة الغابرة؟!
يخطىء الأبناء في فهم مفردات وأدبيات الاعتذار عندما يكثرون من كلمة (أنا آسف)للخروج من ورطة وقد يقضون كامل الوقت في اعتذار مكره وغير نابع من رغبة وشعور بالخطأ والذنب ما يعني الاستمرار في ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى وأين هي شجاعة الاعتذار عندما لا يقبل البعض الاعتذار لمن هم دونهم ويبذلونه رخيصاً لمن هم فوقهم، والاعتذار القوي للضعيف ..والكبير للصغير ..والوالد للولد وقع جميل على النفس البشرية ومن أجمل أشكال الاعتذار ،بينما يعتبره البعض ضعفاً وهزيمة لأنه من الصعب عليهم الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتهم دون مناسبة وفي مواقف سطحية،وآنية لا تحتاج إلى اعتذار حقيقي يستخدمون مصطلحات (باردون ،سوري).
لمن يعنيه الاعتذار ،حذار من التأجيل والتسويف لأن للاعتذار تاريخ صلاحية ويخشى نفادها وحاول أن لا تفعل أي شيء يدعو إلى الاعتذار وإن حصل فعليك أن تقدمه بجرأة وشجاعة وبحرية مقرونة بتعهد على عدم الرجوع لهذا الخطأ مرة ثانية.
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038