الاتهـــــامــــات الأميركيــــــة لإيــــران.. زيــــف الذرائـــــع

يبدو حديث الولايات المتحدة الأميركية عن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي ضرباً من الجنون الذي يحدث شرخاً عميقاً في العلاقات الدولية ويشكل ظلاً ثقيلاً على علاقات العالم ببعضه، ولاسيما على حلفائها وفي مقدمتهم دول الاتحاد الأوروبي التي شاركت بوضع بنود الاتفاق النووي مع طهران.
في خلفية الاتهامات الأميركية لإيران ترقد جملة من الأسباب التي تجعل الخوف والهلع الأميركي منطقياً نوعاً ما، كما تجعل معه الكذب والزيف والخداع الذي تمارسه الإدارات الأميركية المتعاقبة أكثر منطقيةً في ضوء الدوافع والطموحات الأميركية الاستعمارية للسيطرة على دول العالم بشكل عام.
يتقدم كابوس الرعب من إيران كدولة مناوئة ورافضة للمشاريع الاستعمارية والاحتلالية الأميركية والصهيونية على أهم الأولويات في الاستراتيجية الأميركية، وما يضاعف الرعب من هذا الكابوس هو مقاومة طهران للمشروع الصهيوني ودعمها لكل حركات المقاومة العربية ودفاعها عن القضية الفلسطينية كإحدى أولويات سياساتها الخارجية، من هنا يمكننا على الفور فهم خلفية الاتهامات الأميركية المتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بامتلاكها أو سعيها لامتلاك السلاح النووي رغم تأكيد الأخيرة على أن امتلاك السلاح النووي لا يدخل ضمن مبادئها وعقيدتها واستراتيجيتها القومية ورغم عدم وجود أي أدلة تثبت هذا السعي ولو بمستوياته ودرجاته المحدودة.
إذا يعتبر الدور الإيراني حجر عثرة في طريق المشروع الصهيو أميركي لاعتبارات عدة أهمها وقوفه كداعم ومناصر لحركات المقاومة ولكل الدول الرافضة للمشروع الصهيو-أميركي، وراء الاتهامات الأميركية لطهران، وهذا ينقلنا إلى السبب الأهم وراء الحضور الدائم لإيران على أجندة الدول المستهدفة أميركياً، وهو الكيان الصهيوني الذي يشكل القاعدة الأولى التي تستند إليها واشنطن لحياكة التهم والمؤامرات والمخططات ليس ضد إيران فحسب بل ضد كل دول وشعوب المنطقة، ولعل هذا الأمر يفتح نافذة على سرعة التجاوب الأميركي مع إسرائيل عندما ادعت العام الماضي بأنها قامت بسرقة أرشيف إيران النووي، حيث قال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن المعلومات التي أعلنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن برنامج إيران النووي تقدم تفاصيل مقنعة تتعلق بجهود إيران لتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وبين الدور الإيراني المؤثر والفاعل على الساحة الإقليمية والدولية، والطموحات والأهداف الأميركية التي كما أسلفنا، تبدأ من السيطرة على دول وشعوب المنطقة لنهب خيراتها وثرواتها، ولا تنتهي عند ضمان أمن إسرائيل التي تشكل القاعدة الأميركية المتقدمة في المنطقة، بين هذا وتلك تتوالد وتتكاثر وتتعاظم التهديدات الأميركية لإيران، من أجل إخضاعها أو على الأقل ترويضها كما الكثير من دول وأنظمة المنطقة، وهذا لن يكون إلا بالإصرار على اختلاق وإحياء الأكاذيب والخدع حولها من أجل تحشيد العالم ضدها، ولعل استحضار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق كفيلة بشرح كل الحيثيات والدلالات والأبعاد لهذه الهستيريا الأميركية في تزييف الحقائق والوقائع الواضحة والثابتة على الأرض.
كل الاتهامات الأميركية لإيران بامتلاكها أو سعيها لامتلاك السلاح النووي ليس لها أي دليل من الصحة وهذا بإجماع العالم وفي مقدمتهم الدول الأوروبية، وكل ما تسوقه الولايات المتحدة يستند إلى أدلة وتقارير زائفة غير مقنعة وغير مثبتة وغير معلنة أصلاً، ومن بينها التقرير الزائف الذي قدمته وكالة المخابرات الأميركية المركزية( (CIA) إلى الكونغرس الأميركي في آب عام 2000 بخصوص إيران، حيث جاء في التقرير أن الأخيرة تعد بين أكثر الدول سعياً لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وخصوصاً لجهة التوصّل إلى صنع القنبلة النووية، واستعرض التقرير الزائف الجهود الإيرانية لاستيراد التكنولوجيا اللازمة من مصادر متعددة من أجل صنع أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، إضافة إلى الوسائل اللازمة لنقلها إلى أهدافها المحتملة.

فؤاد الوادي
التاريخ: الأربعاء 7-8-2019
الرقم: 17043

 

 

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية