على وقع التوتر الحاصل في الخليج بسبب الضغوط الأميركية، والتحريض المتصاعد لتشكيل تحالف عسكري بذريعة حماية الملاحة البحرية، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إجراءات الحظر التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران في الوقت الراهن هي إرهاب اقتصادي وجريمة إنسانية.
وقال روحاني في تصريح له أمس على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني إن هذا الإرهاب الاقتصادي لم يستثن أي شيء حتى الأطفال والمرضى الذين يقبعون في المستشفيات، مؤكدا أن الشعب الإيراني سيبقى صامدا في مسيرة المقاومة كما كان.
من جهة أخرى نقلت قناة الميادين عن مصادر إيرانية قولها إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض على نظيره الإيراني حسن روحاني أمس الأول مشروعاً لوضع 15 مليار دولار في آلية التبادل التجاري الإيراني الأوروبي «إينستكس»، وأن ماكرون عرض وضع فرنسا 5 مليارات كاعتماد فيما الـ 10 مليارات الأخرى لبقية أعضاء الاتفاق النووي وفق المصدر.
كما وجّه الرئيس الفرنسي عبر اتصال هاتفي دعوة لروحاني لحضور قمة مجموعة السبع التي ستنعقد في فرنسا كضيف شرف، وأكد له أن القمة ستكون فرصة للقاء ترامب حتى لا تعرقل أميركا المشروع الأوروبي.
في المقابل نفت مصادر دبلوماسية فرنسية لرويترز توجيه ماكرون هذه الدعوة، فيما رفض روحاني بدوره التفاوض مع ترامب حتى تلغي الولايات المتحدة كل العقوبات التي فرضتها على إيران، بحسب ما نقلته قناة الميادين عن لسان المصادر الإيرانية.
وجرى أمس الأول اتصال هاتفي بين الرئيسين روحاني وماكرون قال فيه روحاني إنه على الرغم من مساعي إيران وفرنسا من أجل خفض التوترات وإيجاد ظروف مساعدة على الاستقرار في المنقطة نشهد إجراءات استفزازية من قبل أميركا، وأشار إلى إمكانية توسيع التعاون بين إيران وأوروبا وإيجاد جو مناسب ومطمئن لكل المنطقة.
من جهته أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن بلاده تريد التعاون وأظهرت أنها مستعدة له ولاترید الصراع، ولكن لا يمكنها تغيير خطابها.
وصرح ظريف قائلاً: نحن لا نشتري الأمن أو نبيعه علی الإطلاق، ما يفعلونه هو الإرهاب وليس المقاطعة، وهدفهم هو فرض العقوبات علی الناس، مضيفاً أن عدداً من الدول يرى أن مستقبلهم وأمنهم رهين بالتبعية ويتصورن أن الأمن يمكن بيعه ويتخيلون أنه يمكنهم تحقيق الأمن عن طريق دفع المال وشراء الأسلحة، انهم لا يتلقون درساً من التاريخ.
وكان القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي أكد في وقت سابق أمس أن إيران ليست قلقة من الحرب لأنها تمتلك القدرة والجهوزية اللازمة للمواجهة، مبينا أن المشاريع الاقتصادية والاستراتيجية في إيران تمثل دفاعا أساسيا في مواجهة الحظر والحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة.
إلى ذلك قال رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي خلال مراسم (حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية) في طهران أمس إن ما نشهده اليوم هو حرب إرادات.
من جهة ثانية قال رئيسي مخاطبا قوى الاستكبار العالمي إن الذين يرفعون شعار حقوق الإنسان في الغرب هم أول من يضيع هذه الحقوق والنموذج الأبرز هو العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأعداء يتخذون خطوات ضد إيران نظرا لدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي لندن أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عقب لقائه نظيره البريطاني دومينيك راب، أن واشنطن تأمل بأن تتخذ المملكة المتحدة مزيداً من الخطوات لما سماه محاسبة إيران.
وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي مشترك مع راب عقد أمس أن بلاده تتطلع إلى مساعدة بريطانيا في مواجهة إيران وردعها.
وشكر بومبيو الحكومة البريطانية على قرارها بالمشاركة في التحالف البحري الذي تحشده واشنطن لحماية مضيق هرمز.
من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني رغبة لندن بنزع فتيل التوتر في المنطقة، مشيراً إلى أهمية ضمان سلامة حركة الملاحة في مضيق هرمز.
وفي سياق مواز أكد وزير خارجية العدو الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن حكومة الكيان الصهيوني تشارك في مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة تحت مزاعم توفير أمن الملاحة في مضيق هرمز، حسبما أفاد موقع «واينت» الإسرائيلي.
وأشار الموقع إلى أن كاتس قال خلال جلسة مغلقة لما يسمى لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والحرب إن إسرائيل تقدم المساعدة في المهمة في مجال المخابرات ومجالات أخرى لم يحددها.
واعتبر كاتس أن المهمة تصب في مصلحة إسرائيل الإستراتيجية من ناحية التصدي لإيران وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.
كما ذكر التقرير أن كاتس أشاد بإعلان بريطانيا الاثنين عن نيتها الانضمام للمهمة، ما يجعلها البلد الوحيد حتى الآن الذي يعلن عن ذلك رسميا.
ولم يحدد التقرير ما إذا كان كاتس قد تحدث عن نية كيانه الغاصب إرسال سفن بحرية للمشاركة في المهمة التي تقودها الولايات المتحدة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044