لعل الازدحام الكبير في سوق البزورية في دمشق القديمة يختصر بصورته هذه الأيام رائحة قدوم العيد ،حيث تختلط رائحة الشام العتيقة بروائح البهارات والسكاكر والعطور والأعشاب التي يتزايد عدد طالبيها في الأيام الأخيرة ماقبل عيد الاضحى المبارك ،السوق الذي يستقبل الزبائن والعابرين بروائح توابله والفواكه المجففة والسكاكر والملبّس الدمشقي، والأعشاب الطبية المنتقاة بعناية والعطورات، بالإضافة إلى وصفات طبية أو سحرية يروج عطارو البزورية لها على أنها أنجع من علاجات الطب الحديث.
والحركة النشطة للمواطنين في هذا السوق تزداد خلال هذه الفترة للحصول على أفضل وأجود المواد الأولية اللازمة لصناعة الحلويات وبأسعار مميزة بالإضافة إلى الحلوى المجففة وسكاكر الأطفال كون هذا المكان الاثري يقع وسط دمشق القديمة كسوق تجاري مبهر في مكوناته وطريقة عرض سلعه إضافة إلى وجود أصناف مميزة ورخيصة الثمن،
ويوجد هذا السوق العريق على طول كيلومتر من دمشق القديمة في منطقة الدقاقين والشاغور حتى الجامع الأموي و يمتد من قصر العظم إلى سوق الصاغة القديم، ويصل عمره الى اكثر من 270 عاما ويضم أكثر من 150 متجرا
ولشاعرنا الدمشقي الكبير نزار قباني حكاية مع هذا السوق حيث يقول: «في كل مرة أتسكع في سوق البزورية تخيم فوقي غمامة من عطر الفانيليا تنسيني «جورجيو أرماني» بحد ذاته …في دمشق ظواهر غريبة كثيرة تستعصي علي وما زالت وأظن أن سوق البزورية أكثرها غرابة وأكثرها استعصاء».
دمشق- ثورة زينية
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047