أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من هزيمة سياستها في الساحة الدبلوماسية، مشيرا إلى أن بلاده نجحت في سياساتها الإقليمية والدولية.
وقال خلال استقباله عددا من البرلمانيين أمس إن سبب الضغوط الأميركية على إيران يعود إلى قوة طهران وليس ضعفها، مضيفا أن إيران حققت الانتصارات في الصعد الميدانية الإقليمية والدولية.
ونقل القسم الإعلامي للخارجية الإيرانية عن رئيس وأعضاء تكتل الدبلوماسية في مجلس الشورى الإسلامي إشادتهم بجهود عميد الدبلوماسية الإيرانية، واستنكارهم وتنديدهم بالقرار الأميركي فرض عقوبات على ظريف.
في الأثناء دعا مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي المجتمع الدولي إلى مواجهة الحظر الأميركي على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وأكد غريب آبادي في رسالة إلى المديرين العامين للمنظمات الدولية والسفراء المعتمدين في فيينا أن فرض الحظر على وزير خارجية دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة يعد انتهاكا صارخا للمبادئ والثوابت الأساسية للقوانين الدولية ومنها ميثاق الأمم المتحدة ومساسا بالدبلوماسية والتعددية ويتناقض مع المبادئ والقوانين التأسيسية للحقوق الدبلوماسية وحصانة كبار المسؤولين في الدول.
وشدد غريب آبادي على ضرورة أن يدين المجتمع الدولي هذا السلوك الأميركي غير القانوني بأشد صورة ممكنة داعيا منظمة الأمم المتحدة ولجانها الفرعية ومنظماتها التخصصية وكذلك الحكومات الأعضاء فيها إلى الوقوف إلى جانب بعضها بعضا في الدفاع عن المبادئ التأسيسية للقوانين الدولية ورفض العصبيات العالمية لأنها في غير هذه الحالة ستواجه تداعيات سلبية طويلة الأمد للدبلوماسية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية وضعت ظريف في الـ 31 من تموز الماضي على لائحة الحظر الأميركي حيث سخر ظريف من هذا القرار وقال: أشكركم لاعتباركم إياي تهديدا كبيرا لخططكم.
من جانبه جدد قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري التأكيد على جهوزية قواته واستعدادها للرد الحازم على أي تحرك أخرق من جانب العدو مشددا على أن القوات المسلحة الإيرانية لا تقهر.
ونقلت وكالة إرنا الإيرانية للأنباء عن حيدري قوله في كلمة أمس بمناسبة الاحتفال بيوم الجيش الوطني: لا خطر يهدد أمن حدود البلاد، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تعيش في ظل الأمن التام، مضيفا: إن القوات الإيرانية موجودة على الحدود بكل معداتها وفى منتهى الجهوزية والاستعداد إلا أن هذا الوجود لا يعود لوجود تهديد في أطراف حدود البلاد.
وأوضح أنه بغية تعزيز الأمن والمزيد من السيطرة على الأعداء فانه يتم رصد تحركاتهم بالكامل وهم في مرمى نيراننا، مؤكدا أن الجيش على استعداد للرد الحازم على أي تحرك أخرق من جانب العدو مهما بلغ مستواه في البر والبحر والجو.
وأكد اجراء تغييرات واسعة في القوة البرية من أجل تعزيز قدراتها القتالية حيث تحولت الى وحدات متحركة وهجومية قادرة على الرد بحزم على أي تهديدات معادية في أقصر فترة زمنية ممكنة.
إلى ذلك جددت ايران تحذيرها من انضمام كيان الاحتلال الصهيوني إلى «التحالف العسكري» الذي تنوي الولايات المتحدة تشكيله في الخليج بزعم حماية الملاحة البحرية.
وقال مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة له أمس أن لإيران الدور الأهم في توفير الأمن لمضيق هرمز في الخليج، مضيفا إن النتيجة لأي تحالف عسكري أميركي في مضيق هرمز سيكون تكرارا للتجارب السابقة المتمثلة باحتلال العراق وأفغانستان وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي حذر أول أمس من تداعيات مخطط واشنطن تشكيل «تحالف بحري» في منطقة الخليج بذريعة توفير الأمن للملاحة البحرية مؤكدا أن هذا التحالف لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة كما حذر من عواقب وخيمة في حال انضمام كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى هذا «التحالف» .
بموازاة ذلك أكد النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني عبد الله حاتميان أن بلاده ليس لديها أي مشكلة في توريد المنتجات النفطية محليا ولن توقف صادراتها النفطية أبدا.
وقال حاتميان في تصريح له أمس: ان الأمريكيين يعتقدون أن إيران لا تستطيع توفير البنزين الذي تحتاجه البلاد وبالتالي يواجه الشعب مشاكل ولكن ما يجب أن يعرفوه أن ذلك غير صحيح وأن صادرات النفط الإيرانية لن تتوقف بل هي مستمرة بجهود وزارة النفط بعد أن تم إغلاق الطريق أمام المهربين.
وأشار حاتميان إلى أن مشاريع التطوير التي تهدف إلى تحسين كمية ونوعية المنتجات النفطية مستمرة مع استخدام 95 بالمئة من القدرات الداخلية لافتا إلى نجاح تشغيل واستكمال الطاقة الإنتاجية لمصفاة نجمة الخليج في بندر عباس حيث نجحت إيران في توفير البنزين عالي الجودة من فئة /يورو 5/ لسد حاجة البلاد.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت في نيسان الماضي إنهاء الاعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني وبالتالي حظر استيراده منها في خطوة تؤكد استمرارها في سياساتها الابتزازية والجائرة تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال.
إلى ذلك كشفت إيران عن منظومة للدفاع الصاروخي جرى تطويرها محلياً بمدى 400 كيلومتر ويمكنها المساعدة في التصدي لصواريخ كروز والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لمنظومة «فلق» وهي مركبة رادار متنقلة قال التلفزيون إنها نسخة متطورة من منظومة «غاما» التي قال خبراء عسكريون إنها روسية الأصل.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء عن قائد قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني البريجادير جنرال علي رضا صباحي فرد قوله: إن «المنظومة لها قدرات عالية وقادرة على كشف كل أنواع صواريخ كروز والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة».
وذكرت الوكالة نقلاً عن صباحي فرد، أن منظومة «فلق» عبارة عن نسخة مطورة محلياً من منظومة كانت خارج الخدمة لوقت طويل. ولم يذكر صباحي فرد بلد منشأ المنظومة.
وذكرت قناة تلفزيون «برس» أن منظومة «فلق» هي نظام متعدد المراحل يمكن استخدامه ضمن نظام الدفاع الجوي المتكامل الأوسع نطاقاً والذي يشمل نظام صواريخ إس-300 سطح جو الذي سلمته روسيا لإيران عام 2016.
وقالت القناة على موقعها الإلكتروني: «تم تطوير نظام (فلق) من أجل مواجهة العقوبات التي تقيد الحصول على قطع غيار النظام الذي طور سابقاً في الخارج».
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047