لم يفعلوا إلاّ هذا؟!

 

 

 

 

منذ وقت قريب تم رفع سعر اسطوانة الغاز الصناعي، وكانت التبريرات لهذا الرفع جاهزة وأنها رغم الرفع ما زالت دون التكلفة ، وأنهم لم يرفعوا اسعار الغاز المنزلي بل الصناعي، حتى لا يرتبوا اعباء على المواطن ولا يوجد أي مبرر لكي يتم رفع المواد الغذائية وغير الغذائية .
هذا القرار بكلماته القليلة فعل ما لم يفعله أي قرار اخر فقد وصلت اسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الى أرقام لا تطاق لذلك لم يكن هناك من داع لنزيد لهيب هذه الاسعار اشتعالا قبل دراسته بشكل جيد و الاحاطة بكافة الآثار الجانبية له فعلى سبيل المثال لا الحصر وعلى مستوى الاكلات الشعبية فقط مثل المسبحة والفول وهي الملاذ الاخير للفقراء فقد ارتفعت اسعارها بعد هذا القرار بشكل كبير ، وقد وجد هؤلاء الباعة في هذا القرار طوق خلاصهم ليظلوا محافظين على أسعارهم المرتفعة أصلا بعد انخفاض المواد الأولية الداخلة في صناعتها مثل متبل الباذنجان الذي ظل سعر الكيلو الف ليرة على الرغم من انخفاض سعر كيلو الباذنجان الى مادون المائة ليرة وهكذا دواليك .
أيها السادة يا من اصدرتم هذا القرار أنتم لا تخاطبون ملائكة بل أناس استبد بهم الطمع والجشع شعارهم الوحيد هل من مزيد؟!
واليوم رفعت وزارة الاقتصاد اسعار الحليب المجفف المستورد بحجة منافسته للحليب السائل المنتج محليا وبغية ترميم الثروة الحيوانية وهي حجة مردودة سلفاً فأنتم لن تستطيعوا تخفيض أسعار مادة الحليب الطبيعية ولن يستفيد مربيي الابقار ، والمواطن المستهلك شيئا من ذلك بل ستبقى أسعار الحليب ومشتقاته على حالها هذا اذا لم ترتفع بحجة ارتفاع الدولار الاسود وسترتفع أسعار الحليب المجفف المستورد الذي أصبح مادة أساسية على مائدة المواطن المنهك الذي يبحث عن السلعة الارخص ، أي باختصار المواطن هو المتضرر الاول و الاخير وحجة ترميم قطيع الأبقار حجة ضعيفة ايضا لان مجموع ما تم استيراده من الأبقار على مدى ثلاثة أعوام إلا قليلاً لم يصل الى الثمانية آلاف بقرة على امتداد الجغرافية السورية وفي هذا العام الذي نحن فيه لم يستورد حتى تاريخه إلا بحدود الستمائة بقرة ،أي يمكن لمزرعة أبقار واحدة في قرية واحدة أن تمتلك هذا العدد.
اذاً نحن نلهب الأسعار ونزيد هذا المواطن بؤسا وفقرا بقرارات بعيدة كل البعد عن مصلحته الحياتية اولا و اخيرا.
طبعاً ودائما لن تفيد جميع الكتابات الصحفية ولا جميع التحليلات الاقتصادية التي تطالب بإعادة النظر بكل قرار يطال لقمة وعيش المواطن والمشكلة ان هذه القرارات تصدر دائما تحت حجة تحسين حياة الموظف والفلاح والصناعي .؟!

ياسر حمزة
التاريخ: الثلاثاء 13-8-2019
رقم العدد : 17049

آخر الأخبار
اتصالات طرطوس تضع مركز حمين بالخدمة إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة "العدوان الإسرائيلي" على أراضيها زيادة الرواتب أمل يتجدد بين التصريحات والواقع ..  كيف ستنعكس على معيشة السوريين؟   ترحيب حقوقي واسع بالحكم الألماني ضدّ الطبيب علاء موسى.. خطوة مفصلية في مسار العدالة والمساءلة العودة المؤجلة.. بين الحنين إلى الوطن والخوف من المجهول من الهامش إلى الحياة: نداء لتمكين ذوي الإعاقة بعد الحرب عودة أولى للمهجّرين إلى بلدة الهبيط.. بداية استعادة الحياة في القرى السورية بعد التهجير بالتعاون مع وزارة الشباب.."المالية" تقود خطة لدعم الرياضة في سوريا جمعية العون.. نقل طلاب الغارية الشرقية بدرعا للمراكز الامتحانية مجاناً الذكاء الاصطناعي الوهمي.. كيف خدعت شركة "Builder.ai" العالم والمستثمرين..؟ "نقل اللاذقية" تطلق خدمات إلكترونية جديدة طغيان النزعة الاستهلاكية.. إفراز عصري أم انحراف سلوكي؟ إبداعات الأطفال مخاطر الفساد الهندسي على التنمية العمرانية د.طرابيشي: تلاعب برخص البناء وتساهل في تمرير المخالفات الرهجان.. تفتقد الخدمات وبلديتها بلا إمكانيات إبداعات الأطفال مبدع من بلدي روبوتي الذكي باسبارتو توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي