إدلب.. النصر قادم

متغيرات لحظية يسجلها الميدان في ادلب، نتيجة التقدم السريع لوحدات الجيش العربي السوري هناك، فمع كل ساعة ثمة جديد في الخارطة الميدانية، وعليه فحتى كتابة هذه الكلمات لم تكن خان شيخون قد سقطت بيد الجيش العربي السوري، وربما تكون كذلك والصحيفة بين أيادي القراء، حينها ستتحول خان شيخون الى حجر الدومينو الأول الذي ستهوي معه احجار واحجار أخرى من خلال إطباق الطوق كليا على مساحة تقدر بمئات الكيلومترات المربعة من ريف حماة الشمالي، بما فيها مثلث الموت الذي يربط كلاً من بلدات الزكاة واللطامنة وكفرزيتا، ومورك، ولتتجه الأنظار نحو «التح وكفرسجنة ومعرة النعمان» شمالا.
قراءات عديدة لتلك الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين في ادلب، وجميعها تتراوح بين التكهن بأنها عمليات محدودة، وأخرى بأنها متفق عليها عبر اتفاقات بين اللاعبين الدوليين، تتوقف بمجرد تأمين الطريق الدولي بين دمشق وحلب وبين حلب واللاذقية، الا أن الحقيقة أكبر من ذلك بالتأكيد، فما بدأه الجيش العربي السوري لن يتوقف الا بالقضاء على جميع الإرهابيين في ادلب، وذلك لعدة أسباب أولها أنها ارض سورية ومن الطبيعي ان تعود الى كنف الدولة، وثانيها أن تأمين الطرق السابقة بحاجة فعليا الى أن يتم تحرير ادلب من كل ارهابي فيها، وثالثها أن القرار قرار سوري بامتياز ولا يمكن أن تساوم على بقاء ولو حبة تراب من ارضها خارج السيطرة او بيد الإرهابيين.. واعتقد اذا كان قطاف موسم الفستق الحلبي قد فات على أصحابه المهجرين بفعل الإرهاب فان موسم الزيتون بانتظارهم.
طبعا القراءات تلك لا تفصل ما يجري في ادلب عما يجري في الشمال الشرقي، والحديث عن إقامة منطقة عازلة هناك، وفي الواقع هو كذلك لا يمكن فصله المنطقتين عن بعض، لكن من منظور آخر غير المنظور الذي يروج له نظام رجب اردوغان او صبيته، ففشله في الابتزاز بورقة ادلب «كضامن» هناك لتحقيق اهداف عدوانية تمكنه من احتلال المزيد من الأراضي السورية، سيتبعه فشل في إقامة المنطقة العازلة في الشمال الشرقي من سورية، خاصة ان تلك المحاولة فشلت منذ بداية الازمة في سورية، وشن العدوان الإرهابي عليها، على الرغم من أن الظروف حينها كانت مواتية له أكثر من الان.
لنعد جميعا في الذاكرة الى بداية الازمة، ومحاولة الإرهابيين بأمر من مشغليهم إقامة كنتونات هنا وهناك، من حمص الى القصير الى الغوطة الى الجنوب الى حلب ووووو.. ولنتذكر جميعا بأن جميع المحاولات فشلت، وذلك بفضل إدارة الحكومة السورية والجيش العربي السوري بدعم من الحلفاء لطريقة التعامل مع تلك المحاولات، فكان التكتيك الناعم الذي يوصل الى أهداف استراتيجية جديدة ثابتة لا يمكن المساومة عليها، واليوم دور ادلب، وغدا الجزيرة السورية.. وقريبا لنا موعد مع حقيقة مفادها: لا قوة تعلو على قوة الجيش العربي السوري فوق ترابه ولا علم يرفرف عليه الا علم الجمهورية العربية السورية.

منذر عيد
التاريخ: الاثنين 19-8-2019
الرقم: 17050

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها