قيام نظام أردوغان بإرسال آليات تركية محملة بالذخائر والوسائط المادية لنجدة الإرهابيين المهزومين من (جبهة النصرة) في مدينة خان شيخون، لا يؤكد استمرار الدعم اللا محدود الذي يقدمه النظام التركي للمجموعات الإرهابية، بقدر ما يجزم بانهيار المشروع الإرهابي والاحتلالي برمته في سورية.
فبلدة خان شيخون تعد أكبر معقل لإرهابيي جبهة النصرة في الخطوط الأمامية لمدينة إدلب، وبالتالي فإن استعادتها من قبل الدولة السورية وبهذه السرعة وفي هذا التوقيت تحديداً، حيث أطراف الإرهاب لا تزال تعبث بحوامل وعناوين المشهد وتجهد لإعادة عقارب الساعة الى الوراء، تبعث برسائل حاسمة إلى تلك الأطراف بأن التراب السوري يحرم على غير السوريين، وأن كل الوعود والعهود والاتفاقات خارج إرادة الدولة السورية، هي اتفاقات باطلة ولاغية وخارج إطار القانون والشرعية ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
هي رسائل في العظم لا بد أن ترخي بظلالها السوداء على أولئك الحالمين والواهمين، ولاسيما الولايات المتحدة والنظام التركي اللذان لا يزالان يستغرقان في أوهامهما وأحلامهما ويلهثان جاهدين لغرس أنيابهما في الجسد السوري، خاصة مع اقتراب لحظة الحسم التي سوف تطيح بالمشروع الإرهابي برمته، وهذا ما سوف يدفع بتلك الأطراف، خاصة الأميركي والتركي لإعادة تدوير زاويا سياساتهم واتفاقاتهم بما يحاكي الميدان بتطوراته وتحولاته المتسارعة على الأرض.
قرار دمشق كان وما زال واضحاً وحاسماً في محاربة الإرهاب وسحقه ودحره من كل ذرة من تراب هذا الوطن الطاهر، وبالتالي فإن الحل الوحيد أمام الأطراف الداعمة للإرهاب، وتحديدا الولايات المتحدة والنظام التركي هو بمواجهة الحقيقة ومقاربة الواقع بشكل مسؤول ومنطقي، فالميدان بحوامله وقواعده المتجذرة في عمق المشهد بات أكبر من كل محاولات العبث بعناوينه، لاسيما مع تصدع وانهيار المشروع الأميركي ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة بشكل عام.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 20-8-2019
الرقم: 17051