الكتابة ضرورة وليست ترفاً

     

الملحق الثقافي: رشا سلوم:

هل فكرت يوماً لماذا الكتابة ولمن نكتب وكيف نكتب؟ وهل الكتابة فعل شخصي ثم يعمم ليكون للجميع وبين أياديهم؟ أسئلة لم يعد طرحها ترفاً بل ضرورة ملحة على القارئ والناقد والكاتب أن يقدم رؤاه حولها.
الروائي نبيل سليمان صاحب التجربة النقدية والروائية، يمضي للتصدي لهذه الأسئلة التي طرحت، ويقدم قراءات نقدية وتطبيقية عليها من خلال نماذج إبداعية في ألوان الأدب كافة: الشعر والرواية والقصة، ولا يقف عند جيل محدد، بل يحاول أن تكون الإجابة بانورامية، وذلك من خلال كتابه المهم الصادر حديثاً عن دار الحوار باللاذقية، والذي حمل عنوان «الكتابة والاستجابة» وفيه سفر في عوالم الإبداع الذي يفككه إلى جذوره الأولى ومكوناته التي تأخذ من الحياة لونها ونبضها. واللافت القدرة على تشريح عوالم الرواية والوقوف عند موضوعاتها التي سادت بين الروائيين العرب. وهو إذ يحدد ذلك بمجموعة يصنفها وتحت عنوان المتن الروائي العجيب كالتالي: الصوفية، الشخصية، الرحلة، التقمص، الصورة، الفضاء، الفعل.
ثم يقدم بعد ذلك أمثلة تطبيقية عليها بدءاً من هاني الراهب وروايته «التلال» إلى أن يستوفي الموضوعات الغرائبية هذه من خلال ١٣رواية على طاولة التشريح النقدي، مختتماً برواية «الرأس والجدار» لعبد الله عبد، ثم ينتقل في الفصل الثاني من الكتاب إلى السيرة مفتتحاً مع جبرا إبراهيم جبرا.
يخصص الفصل السادس للشعر ويبدأ بأيقونة الشعر الكلاسيكي الجديد بدوي الجبل، الذي يأخذ حيزاً مهماً في القراءة الجمالية المترفة التي يقدمها الناقد نبيل سليمان، ويقف عند الكثير مما يجب طرحه، لاسيما حول الحب وما أجاب به البدوي على أسئلة الشاعر الراحل محمد عمران.
ولمحمد عمران أيضاً مكانته وما يخصه في هذا الكتاب، كما لمجموعة من شعراء الحداثة الذين تمت دراستهم منهم: مصطفى خضر، سيف الرحبي، شوقي بغدادي، محمد حمدان، عبده وازن.
وخلاصة ما يريد أن يقوله سليمان جاء كالتالي: توخيت أن يصبح في استجابتي لما قرأت في هذا الكتاب من شعر وقصة ورواية ومسرح وسرود أخرى، تشبيه مارتن والاس القراءة بالاستماع إلى الموسيقا. لقد تباينت وتعددت الأجيال والأجناس والأقطار والتجارب التي عنيت بها سعياً إلى توفير فرصة للقارئ ليطل على المشهد الإبداعي بثرائه وتمايزاته وبطزاجته أيضاً.
الكتاب ممتع لأنه يقدم قراءة نقدية بقلم كاتب وناقد له بصمته الروائية في المشهد الإبداعي العربي.

التاريخ: الثلاثاء20-8-2019

رقم العدد : 17051

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي