خانكم الوهم في خان شيخون

لا شيء يمكن أن يقف أمام قوة الحق، قوة تسير مع رجال الجيش العربي السوري أينما اتجهوا، فمن حلب ودير الزور وريف دمشق ودرعا، إلى حماة وريف إدلب اليوم، تحطمت تنظيمات، وانكسرت أوهام ومخططات رسمتها دول إقليمية وقوى كبرى أمام تضحيات شهداء الجيش وجرحاه وتصميم حماة الديار.
قلاع الوهم التي بنتها التنظيمات الإرهابية في دوما ودرعا انهارت لأنها محض أوهام، واليوم قلاع الوهم اقتلعتها صيحات جنود الجيش العربي السوري بلغة عربية صرفة تفهمها الأرض وتقدسها السماء، لا مكان فيها للغة تركية دحرها الأجداد قبل قرن من الزمن.
خان شيخون تعود ومعها قرى ريف حماة الشمالي إلى حضن الوطن الأخضر، لافظة الإرهابيين وفكرهم الظلامي الأسود، وكما خانهم الوهم في ساحات الوغى، خانهم راعيهم التركي في خان شيخون واقفاً على بعد أميال يراقب انتصار الجيش ويبتلع خيبة اندحار أدواته وفرارها.
استعادة خان شيخون تشكل علامة بارزة في خريطة الحرب على الإرهاب وخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب ضد سورية، ففرار الإرهابيين الكبير منها ومن بلدات ريف حماة سيشكل نموذجاً لمتوالية هزائم أخرى في محافظة إدلب، ولا سيما مع وجود أعداد كبيرة من أبناء المحافظة ينتظرون قدوم الجيش بفارغ الصبر.
لقد بلغ الوهم لدى التنظيمات الإرهابية ورعاتها الإقليميين والغربيين حد اليقين أن الجيش لن يدخل مدن وبلدات محافظة إدلب وأن الحامي الحرامي التركي قادر على توفير الغطاء والحماية لأدواته، لكن مشهد لجم العربات التركية وكبح فراملها على طريق معرة النعمان خان شيخون أظهر لهؤلاء المتوهمين حقيقة الموقف، وأن التركي غير قادر على حماية نفسه فكيف يحمي أدواته؟
رسالة خان شيخون وصلت على مسامع القابعين على أوهامهم ما بعد الفرات شرقاً، التسليم بواقع تملك فيه الدولة السورية قرارها، وتفرض كلمتها بعيداً عن بازارات الأميركي والتركي التي لا تعدو عن كونها تراجعاً بطعم الهزيمة، فلن تبقى منطقة سورية خارج سيطرة الدولة وسيادتها، وعلى من يعنيهم الأمر فهم الرسالة والتصرف، فالأميركي يبيع على أول مفرق، وفي أول بازار سياسي مع الأتراك.
الفصل الأخير من الحرب ضد سورية تكتبه بنادق الجيش العربي السوري وبيارقهم، وعادة ما تكون فصول الحرب الأخيرة هي الأصعب، لكن أمام تراجع محور العدوان وانكساره على مختلف الجبهات، تبقى الكلمة الفصل للشعب السوري وجيشه الوطني الذي أسقط المشروع الأكبر في القرن ويمهد لإسقاط صفقة القرن الكبرى.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي