ترى الأمم المتحدة بتصريح علني: أن التصدي للرتل العسكري التركي داخل الأراضي السورية يثير (القلق).. والحديث منشور والمتحدث ممثل للأمين العام للأمم المتحدة..!!!!
يعني الأمم المتحدة.. وأمينها العام.. لا يثير قلقهما أبداً: أن جيشاً أجنبياً يدخل أراضي دولة مستقلة.. ليست عضواً في الأمم المتحدة وحسب.. بل هي عضو مؤسس.. ومن باب أولى لا يثير قلقهما أبداً حالة سورية تحت وقع الإرهاب والاحتلالات المختلفة لأراضيها والاعتداء الدائم على استقلالها وسيادتها..
خلال سنوات الحرب على سورية وقيام جيشها مع الحلفاء للدفاع عنها ومواجهة جحافل الإرهابيين، استخدم كثيراً مصطلح المجتمع الدولي.. فكل ما تقوم به سورية للدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها واستقلالها.. فيه تحد لإرادة (المجتمع الدولي)… فمن هو المجتمع الدولي..! وأين هو من احتلال أراضينا من لواء اسكندرون مروراً بالجولان وليس انتهاء بشمال شرق سورية وبقع أخرى من الأراضي السورية..!!
لا موقف (للمجتمع الدولي) من عشرات آلاف الإرهابيين الذين يستمرون بشن حربهم على سورية.. ولا من دول ما زالت تتبنى مجاميع إرهابية كما يعترف (المجتمع الدولي).. كالنصرة.. وحتى داعش الذي إن كان هناك مجتمع دولي فعلي يرى ويسمع.. فلا بد أنه يعرف بأن دولاً عديدة تراهن على دور مستقبلي ترسمه لفلول داعش في العالم.. وبالمناسبة لا خلاف بين السياسيتين الغاشمتين في تركيا والولايات المتحدة على ذلك.. أعني إحياء داعش عند اللزوم..
إن كان هناك فعلاً مجتمع دولي وهذه مواقفه.. فمن حق سورية.. بل من واجبها أن تستمر في قتالها للإرهاب والاحتلال بكل أشكاله، حتى تحرر أراضيها دون أي احتمالات أخرى..
يجب ألا نقف عند عواطف السيد الأمين العام للأمم المتحدة.. ولا عند ادعاءات فرنسا و لا غيرهما.. ضمناً السيد ترامب ومعاونوه وأتباعه.
برأينا وبكل وضوح أن ما يمكن أن يمثل مجتمعاً دولياً مقبولاً.. و واضحاً.. ومبرراً.. هو ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حق سورية في قتال الإرهاب وتحرير أراضيها وأن روسيا تدعمها في ذلك..
وبكل الأحوال.. فإن المعركة الراهنة ليس لها إلا أن تستمر بعدما وضحت النيات التركية الخبيثة من اتفاق سوتشي الذي لم تنفذ تركيا منه ولا خطوة واحدة.
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052