لاشك ان قيام نظام أردوغان بإرسال آليات محملة بالذخائر والأسلحة إلى الأراضي السورية، واجتيازها الحدود باتجاه خان شيخون لنجدة إرهابيي جبهة النصرة المهزومين، يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاق آستنة الذي وقع عليه هذا النظام، وعملاً عدوانياً ضد السيادة السورية، ودليلاً على استمراره بدعم النصرة المتطرفة وبقية أشباهها من المجموعات الإرهابية.
المفارقة المثيرة في الأمر، والتي تكشف دجل هذا النظام العدواني، أنه يقر أن جبهة النصرة المدرجة على قوائم مجلس الأمن هي منظمة إرهابية، ويزعم أنه يدعم المعتدلين المزعومين فقط، كما تزعم واشنطن، لكن مسارعته إلى دعم المهزومين من النصرة في خان شيخون عرى كل خطابه التضليلي.
إن هذا التدخل التركي السافر في الأراضي السورية وانتهاكه الفاضح لسيادتها ووحدتها وسلامتها يشكل انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي، وهو ليس التدخل الأول ولا الأخير، مثله مثل خطواته لإنشاء المنطقة الآمنة المزعومة لتحقيق أجنداته الاستعمارية في سورية.
والمتابع لتطورات الأحداث في الميدان والانتصارات على الإرهاب التي حققها الجيش العربي السوري في أرياف إدلب وحماه يدرك أن نظام أردوغان يحاول جاهداً إعادة أنتاج أدواته المتطرفة وتعويض خسائرها الإستراتيجية هناك.
من هنا جاءت نجدته للمرتزقة من جهة والنفخ في رماد المنطقة الآمنة من جهة أخرى، وكل ذلك تحت يافطة مساعدة اللاجئين والمتاجرة بورقتهم الإنسانية، بينما الهدف إنقاذ التنظيمات الإرهابية من الاندحار والهلاك.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052